{حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ}: فَارَ الماءُ من مكان النار مُعجزةً وغضباً {ٱلتَّنُّورُ}: نبع الماء منه وارتفع كقدر تفور، {قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا}: في السفينة، {مِن كُلٍّ}: من الحيوانات إلا المتولد من الطين كالبق ونحوه، {زَوْجَيْنِ}: صنفين ذكر أو أُنثى {ٱثْنَيْنِ}: تأكيد وبالإضافة ظاهر {وَ}: احمل، {أَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ}: بهلاكه أي: امرأته وأهله وابنه كنعان، {وَ}: احمل، {مَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}، اثنا عشر أو ثمانون، {وَقَالَ}: نوح لهم، {ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا}: يحتمل المصدر والوقت والمكان، {وَمُرْسَاهَا}: أي: مُسمَّين فيهما {إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}: برحمته نجانا، {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ}: كلِّ موجة كجبلٍ {وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ}: كنعان قبل جريها، {وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ}: مكان مٌنقعط من السفينة {يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا}: في السفينة قبل جريها، {وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ}: في البُعْد عنَّا، والظاهرُ أن معنى الآية: أسلم لتستحق الركوب معنا ولا تكن معهم في الكُفْر فتغر، فلا يُشْكل قول نوح: {وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ}، وجواب الله بأنه ليس من أكل بأن الولد قَصَّرَ؛ لأنه ما ركب حين أُمِرَ والله أعلم {قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ}: عذاب، {ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ}: أي: الراحم أو إلاَّ مكان من رحمهُ، وهو السفينة أو بمعنى ذي عصمة كما مرّ، أو معصوم كدائن {وَحَالَ بَيْنَهُمَا}: نوحٌ وولده {ٱلْمَوْجُ فَكَانَ}: صار، {مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ وَ} بعد تناهي الطوفنان {قِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ}: النابع منك، {وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي}: أمسكي عن المطر أمر إيجا، {وَغِيضَ}: نقص {ٱلْمَآءُ وَقُضِيَ}: تم الأمر الموعود {وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ}: جل شامخ بموصل، روي أنهم لما أخرجوا من السفينة بنوا قرية تدعى اليوم قرية "الثمانين" بناحية موصل أو الشام، {وَقِيلَ بُعْداً}: هلاكاً {لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ}: أراد نداءه، {فَقَالَ رَبِّ}: وفي مريم النداء بمعناه فلا فاء {إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ}: بإنجاءهم المفهوم من الأمر بحملهم {ٱلْحَقُّ} فلم ينج؟ {وَأَنتَ أَحْكَمُ}: أعدل {ٱلْحَاكِمِينَ * قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}: لقطع الموالاة بين المسلم والكافر {إِنَّهُ عَمَلٌ}: ذو عمر، أو هذا سؤال {غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ}: بصوابه {عِلْمٌ}: سمَّاهُ سؤالا باعتبار استنجازه الوعيد في شأن ولده {إِنِّيۤ أَعِظُكَ} أَنْهاكَ {أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ}: وسمي سؤاله جهلا؛ لأن حب الولد أشغله عن تذكر استثناء من سبق إلى آخر، {قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ}: بعد ذلك، {مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ}: بصحته {وَإِلاَّ}: إن لم، {تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ}: أعمالاً، {قِيلَ}: بعد استقرارها على الجودي: {يٰنُوحُ ٱهْبِطْ} من السفينة مصحوبا {بِسَلاَمٍ}: بأمن {مِّنَّا وَبَركَاتٍ}: خيرات تامات، {عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ }: ناشئة، {مِّمَّن مَّعَكَ}: من المؤمنين إلى يوم القيامة، {وَأُمَمٌ}: ممَّ معك {سَنُمَتِّعُهُمْ}: في الدنيا {ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}: هم الكافرون، {تِلْكَ}: القصة، {مِنْ أَنْبَآءِ}: أخبار، {ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ}: يا محمدُ {مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ}: مثل نوح، {إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ}: الحُسْنى {لِلْمُتَّقِينَ}: عم المخالفة.