التفاسير

< >
عرض

وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
٧٨
قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ
٧٩
قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ
٨٠
قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
٨١
فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ
٨٢
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
٨٣
-هود

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ }: يسرعون { إِلَيْهِ }: لطلب الفاحشة معهم، { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ }: الفواحش، فصَارت عادتهم، ولذا أسرعوا مُجاهرين فأغلق الباب دون ضيفه وقام وراء الباب بدفعهم، { قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي }: تزوَّجوهُنَّ واتروكهم، إذ كانوا يطلبوهن فلم يجبهم لخبثهم { هُنَّ أَطْهَرُ }: حالاً { لَكُمْ }: من نكاح الرجال أو مثل الميتة أطيب من المَغْصوب، { فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ }: لا تفضحوني، { فِي }: شأن، { ضَيْفِي }: إذ إخزاء ضيفه إخزاؤه { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }: يعرفُ الحقَّ، { قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ }: حَاجة { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ }: من إتيانهم فلما تسوروان { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ }: بدفعكم لا تتخلف، { قُوَّةً أَوْ آوِيۤ }: أستند { إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ }: أي: قوي أتمنع به عنكم لدفعتكم، قالوا الأضياف: { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } إلى إضرارك بإضرارنا { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ }: في طائفةٍ { مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ } لا يتخلَّفْ { مِنكُمْ أَحَدٌ } أو: لا يتلفت لما وراءه من متاعه؛ لئلاَّ يتأخر عن الخروج { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ }: فلا تَسر بها { إِنَّهُ }: الشأن، { مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ }: من العذاب، { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ }: موعد عذابهم { ٱلصُّبْحُ }: فاستعجل فقالوا { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }: فخرج بابنتيه عند الفجر وطويت له الأرض ونجَا { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا }: بعذابهم، { جَعَلْنَا عَالِيَهَا }: عالي مدائن، { سَافِلَهَا }: أدخل جبريل تحتها ورفعها حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب ثم قلبها، وكانوا أربعة آلاف ألف، { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا } حِينَ الصَّعيد { حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ }: أصله سنك حجر وطين فعُرِّب، أو هو السماء الدنيا كما أن السجين الأرض السفلى { مَّنْضُودٍ }: متتابع أو نضد بعضها على ب عض { مُّسَوَّمَةً }: مُعلمة مكتوباً فيها اسم من يقلت بها، { عِندَ رَبِّكَ }: في خزائنه { وَمَا هِيَ }: هذه النقمة، { مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }: ظالمي هذه الأمة كما في الحديث، { بِبَعِيدٍ }.