التفاسير

< >
عرض

تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
١
مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
٢
سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ
٣
وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ
٤
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ
٥
-المسد

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لما وعده النصر أخبره بكيفية انتقامه في الدارين مِنْ أَعْدَى عَدُوِّهِ فَقالَ: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * تَبَّتْ }: أي: خسرت خُسراناً يؤدي إلى الهلاك { يَدَآ أَبِي لَهَبٍ }: أي: نفسه نظير: "ولا تلقوا بأيديكم" نزلت حين دعا صلى الله عليه وسلم قومه وأنذرهم فقال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا": وكناه مع أنها تكرمة غالبا؛ لاشتهاره بها، ولقبح عبد العزى، وليجانس قوله: "ذات لهب { وَتَبَّ }: هو إخبار بعد الدعاء { مَآ أَغْنَىٰ }: أي: دفع { عَنْهُ }: عذاب الله { مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }: أي: أرباحه أو ولده، كان يقول: إن كان قول محمد حقّاً فأنا أفتدى عنه بمالي وولده، فمات بعد وقعة بدر بسبعة أيام بالعَدْسَة، وأنتن إلى ثلاثة أيام، ثم رَضَموا عليه الحجارة في أعلى مكة، وافترس أسد ولده في طريق الشام { سَيَصْلَىٰ }: يدخل { نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ }: عظيم { وَٱمْرَأَتُهُ }: معه { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ }: نصب شتما كانت تطرح الشوك في طريقه صلى الله عليه وسلم بالليل، أو تحمل الحطب لبخلها { فِي جِيدِهَا }: أي: عنقها { حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }: ما مُسد وفتل كما للحطابين، لكنه من الحديد في النار سبعون ذراعا كما مر.