الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ}: للجزاء، {إِنَّهُ حَكِيمٌ}: في أفعاله، {عَلِيمٌ}: بالكلِّ {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ}: آدم، {مِن صَلْصَالٍ}: طين يابس يُصَوِّت إ ذا نُقر، أو طين منتن كائن {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}: مُصوَّر أو مصبوب أو منتن، {وَٱلْجَآنَّ}: أبا الجن أو أبليس أو الشياطين، {خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ}: قبل آدم، {مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ}: الحر الشديد، أو نار بلا دخا، وهي بالإضافة إلى نارنا هذه كالجمد إلى الماء، والحجر إلى التراب، {وَ}: اذكر، {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ}: عدَّلت خلقه، {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}: إضافة تشريف، والنفخ تمثيل لتحصيل ما يحيى به فيه، {فَقَعُواْ}: اسقطوا {لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}: تأكيد آخر لزيادة تمكين المعنى أو يفيد معنى الاجتماع، {إِلاَّ}: لكن، {إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ}: فسر مرة {قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا}: أيُّ غرض، {لَكَ} في {أَلاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن}: ما صحَّ لي، {لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}: ولما تكبر {قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا}: من منزلتك، فسر مرةً {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}: مطرود من الخير، {وَإِنَّ عَلَيْكَ}: تلك، {ٱللَّعْنَةَ} المتصلة {إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ} حدَّه به، لأنه يناسب أيام التكليف، وأما قوله: { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ } [الأعراف: 44] - الآية" فمعنى آخر ينسى عندها هذه؛ لأنه أبعد غاية يضربُها الناس {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي}: أَخَّرْ أجَلِىْ، {إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}: أراد به أن لايموت، {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ}: فيه أجلك وهو النفحة فيموت أربعين سنة، {قَالَ رَبِّ}: أُقسمُ {بِمَآ أَغْوَيْتَنِي}: فسر مرة، {لأُزَيِّنَنَّ}: المعاصي، {لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ}: الدنيا، {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ}: أخْلصْتَهمْ لطاعتك، {قَالَ هَذَا} أي: تخليصهم عنك {صِرَاطٌ عَلَيَّ}: رعايته، {مُسْتَقِيمٌ}: لا انحراف عنه، أو هذا الإخلاص طريق عليَّ بلا عوج، وقُدِّمَ أن المخاطبة بواسطة الملك أو نحوه، {إِنَّ عِبَادِي}: كلهم، {لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ} تصديق له، والاستثناء يدفعان اشتراط أقلية المستثني من الثاني للزوم التناقض، إلا أن يجعل الثاني منقطعا {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ}: الغاوين، {أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ}: لأنها سبعة أطباق جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية لكل طبقة باب، وسر حصره انحصار المهلكات في الركون إلى المحسوسات والشهوية والغضبية {لِكُلِّ}: طبقة باب لكل، {بَابٍ}: منها، {مِّنْهُمْ}: من أتباعه، {جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} له، لأعلاها عصاة الموحدين ثم اليهود ثم النصارى ثم الصابئون ثم المجوس ثم المشركون ثم المنافقون.