التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ
٨٨
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
٨٩
إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٩٠
وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
٩١
-النحل

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ }: الناس، { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }: دينه، { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ }: الذي استحقوه بكفرهم، وهو عقاربُ أنيابها كالنخل الطوال، { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ }: بضلالهم وإضلالهم { وَ }: واذكر { يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ }: نبيهم، { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً }: يا محمدُ { عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ }: أمتك، { وَ }: قَدْ { نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً }: بياناً بليغاً، { لِّكُلِّ شَيْءٍ }: يحتاجون إ ليه في الدين { وَهُدًى وَرَحْمَةً }: للجميع، وإنما يُحرم من فرّطَ { وَبُشْرَىٰ }: بشارة، { لِلْمُسْلِمِينَ }: فقط هذه الآية كبيان لكون القرآن تبياناً تفصيلً أو إجمالاً بالإحالة إلى السُّنَّة أو القياس { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ }: بالتوسط في الاعتقاد، كالتوحيد لا التعطيل والتشريك في العم كالتعبد لا البطالة والترهب وفي الخلق كالجود لا البخل والتبذير، { وَٱلإحْسَانِ }: في العمل، أو إ لى كلِّ الخلق، { وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ }: صلة الرَّحم { وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ }: ما غلظ من المعاصي كالزنا والمكر شرعاً، { وَٱلْبَغْيِ }: الظلم، خصه اهتماماً، أو الأول الإفراط في متابعة القوة الشهرية، والثاني: إثارة القوة الغضبية، والثالث، الاستعالاء على الناس، وهو مقتضى الوهمية ولا شرّ فيثها إلاَّ بواسطة أحد منها، { يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }: تنتبهون، { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ }: ببيعة الإسلام أو مطلقاً، { إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا }: بذكر الله، { وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً }: شاهداً حيث حلفتهم به، { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }: من النقض.