الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ}: أي: أن تعرض عن المستحقين المذكورين، {ٱبْتِغَآءَ}: لانتظار، {رَحْمَةٍ}: رزق، {مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا}: أن يأتيك فتعطيهم {فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً}: لينا بالدعاء أو الوعد لهم، {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ}: عن غاية الإمساك، {وَلاَ تَبْسُطْهَا}: بالبذل، {كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ}: تصير، {مَلُوماً}: بالبخل في الأول، {مَّحْسُوراً}: مكسوراً نادماً في الثاني، ويستثنى المتوكل حق التوكل كما يدل عليه سَوْقُ الكلام، {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ}: يضيقه لمن يشاء، {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً}: يعلم سرهم وعلنهم واستحقاقهم وعدمه، {وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}: فَاقَة، قد مرَّ بسطهُ في الأنعام {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ}: مطلقاً، {كَانَ خِطْئاً}: ذنباً {كَبِيراً * وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ} قيده بالقرب؛ ليدخل مقدماته {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً}: سبيله، {وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ}: قتله، {إِلاَّ بِٱلحَقِّ} وهو أحد ثلاث كما في الحديث، والمراد ما يقصد به القتل فلا يرد دفع الصائل؛ لأنه يقصد به الدفع {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً}: غير مستوجب للقتل، {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ}: وارثه {سُلْطَاناً}: تسلطاً على القاتل بالقتل والدية والعفو، {فَلاَ يُسْرِف}: الوليُّ {فِّي ٱلْقَتْلِ}: بارتكاب ما لا يجوز في المكافأة، {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}: نصره الله تعالى حيث أمر بإعانته، أو المقتول منصور بقصاص قاتله والثواب، {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ}: فضلاً عن التصرف فيه {إِلاَّ بِٱلَّتِي}: بالطريقة التي، {هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}: بلوغه وبُيِّنَ في الأنعام، {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ}: مطلقاً، {إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}: عنه فيعاقب ناكثه، {وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ}: بلا بخس، أفهم أن الكيل على البائع، {وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ}: الميزان، {ٱلْمُسْتَقِيمِ}: العدل، {ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}: عاقبة، {وَلاَ تَقْفُ}: لا تتبع بنحو التقليد والرجم بالغيب {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}: اعتقاد راجح من سند قطعي أو ظني فلا يدل على منع اتباع الظني {إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ} كل هذه الأعضاء {كَانَ عَنْهُ}: عن نفسه أي: عما فعل به، {مَسْؤُولاً * وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً}: اختيالاً {إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ}: لشدة وطأتك، {وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً}: بتطاولك ورفع رأسك ونصب عُنقك، فكيف تختال وهذا تهكُّمٌ {كُلُّ ذٰلِكَ} المذكور من قوله: { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ } [الإسراء: 39]: وهم خمس وعشرون خصلة أمراً ونهياً (كَانَ سَيِّئَةً) من سيئاته، وقرئ {سَيِّئُهُ} خبر كان، بإرادته منهياته {عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} مبغوضاً غير مرضيّ وإن كان مراده.