التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً
٦٠
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً
٦١
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً
٦٢
قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً
٦٣
وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً
٦٤
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً
٦٥
رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً
٦٦
-الإسراء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَ }: اذكر { إِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ }: فهم تحت تصرفه فَخَوِّفْهُم ولا تخف منهم، { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا }: في المعراج وعلى اليقظة فهي بمعنى الرؤية، { ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً }: اختبارا، { لِّلنَّاسِ }: إذا ارتدَّ كثير بإنكاره وزاد إيمان آخرين، { وَ }: ما جعلنا { ٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ }: المؤدية أو المبعدة عن مكان الرحمة أو المذمومة، وهي شجرة الزقوم، { فِي ٱلقُرْآنِ }: إلاّ فتنة للناس، فقال بعضهم: نار وقودها الناس والحجارة كيف تنبت فيها شجرة رطبة؟ { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ }: التخويف، { إِلاَّ طُغْيَاناً }: عتوّاً، { كَبِيراً }: { وَ }: اذكر { إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ }: فسر مرة، { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }: من طين { قَالَ } إبليس: { أَرَأَيْتَكَ }: أخبرني عن { هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ }: فضلته { عَلَيَّ }: والله، { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ }: أخرت مماتي، { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ }: لأستأصلن { ذُرِّيَّتَهُ }: بإغوائهم، { إِلاَّ قَلِيلاً }: علم سهولته من قول الملائكة: { { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [البقرة: 30] إلى آخره"، أو من خلقه ذَاوهم في شهوةٍ وغضب { قَالَ ٱذْهَبْ }: امض لما قصدت، { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ }: أنت معهم حال كونه { جَزَاءً مَّوْفُوراً }: مكملا، { وَٱسْتَفْزِزْ }: استخفّ { مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ }: أن تستفزه، { بِصَوْتِكَ }: بدعائك بنحو الغناء وكل داع إلى المعصية، { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم }: صِحْ عليهم لسوقهم { بِخَيْلِكَ }: فرسانك في المعاصي، { وَرَجِلِكَ }: ورجالك فيها، حاصله: تصرف فيهم بكل ما تقدر، والأمر تهديدي أو قدري، { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ }: بجمع الحرام والإنفاق فيه، { وَٱلأَوْلادِ }: يبعثهم على الزنا وقبائحهم وإضلالهم ونحوه، { وَعِدْهُمْ }: الأباطيل كالاتكال على كرامة الآباء، { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }: هو تزيين الخطأ وما يوهم الصواب، { إِنَّ عِبَادِي }: المخلصين { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }: تسلط، { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } لهم { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي }: يُجزي { لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }: من الرزق وغيره، { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }: برحمته سخَّرها لكم.