التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
٧١
وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٧٢
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً
٧٣
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً
٧٤
إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً
٧٥
-الإسراء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

اذكر، { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ }: مقتداهم أو كتاب أعمالهم، وكونه جمع أم فيه تعظيم عيسى وغيره، ودفع فضيحة أولاد الزنا ليس بشيء، { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ }: كتاب عمله، { بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ }: مسرورين، { وَلاَ يُظْلَمُونَ }: لا ينقصون أجرهم، { فَتِيلاً }: قَدر خطّ شق النواة، أي: أدنى شيء، أفهم أن من أوتي كتابه بشماله لا يقرأ خجلاً وحيرةً وعمى يدل عليه: { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ }: { أَعْمَىٰ } عمى القلب لم ير رُشْدهُ { فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ }: لا يرى طريق النجاة أو أكثر عمى بمعْنَى فقْد البَصيرة، ولذا لا يميله أبو عمرو فإن ألفه كمتوسط بينه وبين من { وَأَضَلُّ سَبِيلاً }: منه في الدنيا، لفقد الآلة والمهلة والاستعداد، { وَإِن }: إنه { كَادُواْ }: قاربوا لمبالغتهم، { لَيَفْتِنُونَكَ }: يوقعونك في الفتنة وهم تثقيف وقريش، { عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ }: من الأحكام، { لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً }: إن اتبعتهم، { لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ }: قاربت، { تَرْكَنُ }: تميل، { إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } لكن عَصَمناكَ عَن مقاربْتَه { إِذاً } لو قاربت { لأذَقْنَاكَ } لنذيقك عذابا { ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ }: عذاب الدنيا، { وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ } عذاب الاخرة، أي: ضعف ما يعذب به غيرك فيهما أن خطر الخطير أخطر { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } يدفع عنك عذابنا ولمَّا نزلت قال: "اللهم لا تَكِلني إلى نَفْسي طَرفَةَ عين".