الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ}: إنكارا كأُبَّي بن خَلَف {أَءِذَا مَا}: صلة، {مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً}: من الأرض، {أَوَلاَ يَذْكُرُ}: يتفكر، {ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}: فإعادته اهون، {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ}: كل مع شيطانة في سلسلة، {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً}: قعودا على الركب، والظاهر أنهم يساقون جثيا في الموقف إليه؛ لقوله { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } }:،لَنَنزِعَنَّ}: لنخرجن، {مِن كُلِّ شِيعَةٍ}: أمة شاعت دينا، {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً}: جرأة ومعصية، أي: ينزع الأعصى فالأعصى فيطرح فيها، {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً}: احتراقا فلا نظلمهم، {وَإِن}: ما {مِّنكُمْ}: أحد {إِلاَّ وَارِدُهَا}: جهنم وُرُوْد مرور ويكون على المؤمن برْداً وسلاَماً ويمر بها دون الكافر، وفسر بالصراط، {كَانَ}: ورودهم {عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً}: واجبا، {مَّقْضِيّاً}: عليكم {ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ}: الكفر {وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ}: الكافرين، {فِيهَا جِثِيّاً}: كما كانوا كيف لا، {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ}: واضحات الإعجاز {قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ}: منا ومنكم، {خَيْرٌ مَّقَاماً}: مكانا، {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً}: مَجْلسا تفاخروا بحظوظ الدنيا، {وَكَمْ}: كثيرا، {أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً}: متاع البيت، {وَرِءْياً}: عيئة فلم ينفعهم {قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ}: الكفر {فَلْيَمْدُدْ لَهُ}: ليمهله بالتمتعات، {ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً}: لقطع معاذيره، {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ}: في الدينا {وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ}: حينئذٍ {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً}: فيه، {وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى}: وهو خير مما أعطى الكفرة كما دل عليه، {وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ}: فُسّرت مرة ، {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً}: مرجعا، هذا مثل: الصيف أحر من الشتاء، {أَفَرَأَيْتَ}: أخبر بقصة، {ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا}: عاص بن وائل إذ طلب خباب حقه منه فاستهزأ، {وَقَالَ لأُوتَيَنَّ}: حين أبعث، {مَالاً وَوَلَداً}: فأعطيكه، وبضم الواو جمع أو لغة فيه، {أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ}:فعلم أن يئتي {أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً}: أن يؤتيه حينئذ {كَلاَّ}: ليس كما تصور، {سَنَكْتُبُ}: سننتقم منه أنتقام من يكتب {مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ}: نُطَوّل {لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً}: أو مضاعفة {وَنَرِثُهُ}: بموته، {مَا يَقُولُ}: من المال والولد {وَيَأْتِينَا}: {فَرْداً}: في القيامة بلا شيء، {وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً}: يتعززون بـشفاعتهم، {كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ}: آلهتهم، {بِعِبَادَتِهِمْ}: يجحدونها، {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً}: أعداء يقولون ربنا عذب من عبدنا {أَلَمْ تَرَ}: للتعجب، {أَنَّآ أَرْسَلْنَا}:سلطنا، {ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ}:أي: خليناهم وإياهم، {تَؤُزُّهُمْ}: تحركهم إلى المعاصي {أَزّاً * فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ}: بطلب عقوبتهم {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ}: ايام آجالهم، {عَدّاً}: جزاء أو أنفاسهم للفناء اذكر، {يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً}: راكبين {وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ}: سوق البهائم {إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً}: عطاشٍا {لاَّ يَمْلِكُونَ}: أطلق المدلول للقسمين {ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً}: هو كلمة التوحيد {وَقَالُواْ}: المجرمون، {ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً}: عظيمــًا منكــــراً {تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ}: يتشققن، {مِنْهُ}: من هذا القول المجذب لغضب الله تعالى بتخريبهما لولا حِلْمهُ {وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً}: تهد، أي: تكسر مهدودة أي: مكسورة لأجل، {أَن دَعَوْا}: نسبوا، {لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً}: أفادَ بالرحمن أن كل ما عداه نعمة أو مُنعم عليه فلا تجانس فيتخذ منهم ول {إِن}: ما {كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً}: يأوي إليه بالعبودية والانقياد، وبُيّنَ في الفاتحة {لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ}: أحَاطَ بهم علمًا {وَعَدَّهُمْ}: شخصاً ونفساً وغيرهما {عَدّاً * َكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً}: عن الاتباع، {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً}: في القلوب بلا سعيهم السين لنزولها بمكة حين كانوا ممقوتين أوفي القيامة {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ}: القرآن ملتبسا، {بِلِسَانِكَ}: لغتك، {لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً}: أشد الخصومة، {وَكَمْ}: كثيرا، {أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ}: أمة، {هَلْ تُحِسُّ}: تجد، {مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً}: صوتا خفيا فليعتبروا، وتركيب ركز للخفاء - والله أعْلَمُ بالصواب واليه المرجعُ والمآب.