التفاسير

< >
عرض

كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢١٣
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ
٢١٤
-البقرة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ كَانَ ٱلنَّاسُ }: بين آدم ونوح عشرين قرناً، { أُمَّةً وَٰحِدَةً }: مُتِّفقين على الحقِّ، { فَبَعَثَ ٱللَّهُ }: بعد اختلافهم، { ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ }: للمُطِيع، { وَمُنذِرِينَ }: للعاصي، { وَأَنزَلَ مَعَهُمُ }: يعني: جنسهم إذ أكثرهم كانوا آخِذيْن بكتاب من سبقهم، { ٱلْكِتَٰبَ }: ملتبساً، { بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ } الكتاب، { بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ }: في الكتاب، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ } الكتاب، { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً } للحسد والظلم، { بَيْنَهُمْ }: فكَفَر بعضهم بكتاب بعض، { فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }: مَعْرفة، { لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ }: بإرادته، { وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: ثمَّ شَجَّع المؤمنين الخارجين عن أموالهم وأولادهم بقوله: { أَمْ }: يَلْ، { حَسِبْتُمْ }: أي: ما كان لكم أن تحسبوا، { أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا }: أصْلهُ: لَمْ وَ "مَا" صلة، { يَأْتِكُم مَّثَلُ }: عَجيبُ حَالِ، { ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ }: مضوا، { مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ }: أزعجوا شديداً بالبينات، { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ }: استبطاء له، فقيل لهم: { أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ }: فاصبروا كما صبروا تظفروا.