التفاسير

< >
عرض

كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٢١٦
يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢١٧
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢١٨
يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
٢١٩
فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٢٢٠
-البقرة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ }: مكروه شاق، { لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }: وهو كُلّ ما أمرتم به، { وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ }: وهو كل ما نهيتم عنه، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ }: الخير، { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * يَسْأَلُونَكَ }: حين قاتل سَريَّة المسلمين المشركين في رجب على أنه من جُمادى، والسائل المؤمن كبواقي السوائل الخمسة، { عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ }: الإبدال لبيان أن السؤال لأجل تعظيم الشهر، { قُلْ قِتَالٌ فِيهِ }: ذنب { كَبِيرٌ } الأصح أنه غير منسوخ، ولا يدل على حرمة القتال فيه مطلقاً، ويؤيده إعادة قتال منكَّراً، وعند الأكثرين: نُسَخت بقوله: { { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5]، { وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ }، { وَ }: صَدٌّ عَن، { ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ }: المؤمنين، { مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ }: وزراً من قتال السرية، { وَٱلْفِتْنَةُ }: الشرك، { أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ }: المشركون، { يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ }: أتى بإن للفَرْضِ والاستبعاد، { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ }: إلى دينهم، { فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ }: بطلت، { أَعْمَالُهُمْ }: النافعة، { فِي ٱلدُّنْيَا }: من أحكام الإسلام، { وَٱلآخِرَةِ }: بسقوط الثواب قيد وهو كافر: حجة الشافعي: فلابد من موته على الكفر، وقوله: { { وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإِيمَٰنِ } [المائدة: 5] إلى آخِره، مَحمولٌ على القَيْد، { وَأُوْلـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ }: يستحقون أن يرجوا، { رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * يَسْأَلُونَكَ }: السائل: عمر مع جمع، { عَنِ }: شرب، { ٱلْخَمْرِ }: هي عصير العنب والتمر إذا اشتد وغلا، { وَ }: لعب، { ٱلْمَيْسِرِ } القمار، { قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ }: كالمخاصمة والزور، { وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ }: كالقوة وكسي المال، { وَإِثْمُهُمَآ }: مفاسدهما، { أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ }: السائل: عمر المذكور، { مَاذَا }: أي: مقدار مَا { يُنفِقُونَ }: على المذكورين أوَّلاً، { قُلِ }: أنفقوا،: { ٱلْعَفْوَ } الفاضل عن الحاجة وهو ضد الجهد بالفتح: المشقة، { كَذٰلِكَ } التبيين، { يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ }: كُلَّها، { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي } أُمُورِ { ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ }: وتَأخذون بالأصلاح لكم، { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ }: بعدما اعتزلوهم بنزول { { ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ } [البقرة: 275]، { قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ }: في مداخلتهم، { خَيْرٌ }: من مجانبتهم، { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ }: تخلطون طَعامكم بطعامهم، { فَإِخْوَانُكُمْ }: أي: فَهم إخْوانكُم، فَلَا بأس، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ }: فيجازيهما، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ }: لكَلَّفَكُم مشقة المجانبة مطلقاً، والعَنَتُ: المشقة، { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ }: غالب، { حَكِيمٌ }: فيما يفعل.