{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ }: والتعريضُ: ذكر المقصود بلفظه الحقيقي أو المجازي أو الكنائي ليدل على شيء آخر غير مذكور، والكناية: ذكر المقصود بلفظه الحقيقي لم يوضع له، واستعمل في الموضوع له لا على وجه القصد إليه، بل لينتقل منه، وبينهما عموم من وجه، { مِنْ خِطْبَةِ }: هي عُرْفاً طلبُ، { ٱلنِّسَآءِ }: أي: المعتدات للوفاة، وبضم الخاء: الموعظة، وأصلها: الحالة التي عليها الخاطب، مثال التعريض: إنك جميلة، وغرضى أن أتزوج، { أَوْ أَكْنَنتُمْ }: أضمرتم، { فِيۤ أَنْفُسِكُمْ }: بلا تعريض، { عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ }: ولا تصبرون عنهن، فأباح التعريض فاذكروهن، { وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً }: نكاحا أو جماعا، { إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }: حاصله: لا تواعدهن إلا مواعدة معروفة، وهي التَّعريضُ لا التصريح، { وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ }: أي: عَقْدَ عقدة، { ٱلنِّكَاحِ }: وهي ما يتوقف عليه صحته، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ }: أي: ينتهي ما كتب وأوجَبَ من العدة، فالنكاح فيها لا يَصِحُّ إجماعا، وذكر العَزْم مبالغة في النهي في العقد، واعلم أن مراتب دواعينا إلى الفعل سِتٌ: السَّانحُ ثم الخاطر ثم التفكر فيه، ثم الإرادة، ثم الهمَّةُ، ثم العزم فالعزم على الأمر هو العقد على إمْضَائه، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ }: ولا تعزموا، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: لمن عزم ولم يفعل، { حَلِيمٌ }: لا يعجل بالعقوبة.