{وَ} اذكروا {إِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ} اسم ملك العمالقة أولاد عمليق بن ولاذ بن سام كقول: كسرى وقيصر لملكي الفرس والروم [وفرعون موسى: مُصْعَب بن ريان من بقايا عاد، وفرعون يوسف: رَيَّان، وبينهما أكثر من أربعمائة سنة وسيأتي تحقيقه في المؤمن] {يَسُومُونَكُمْ} يبغونكم أو يرسلون عليكم أو يكلفونكم {سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ} أفظعه أو يصرفونكم فيه مرَّة هكذا ومرة هكذا كالسائمة في البرية مِنْ سائمة الأبل في المرعى {يُذَبِّحُونَ} بيانٌ لـ { يَسُومُونَكُمْ} إلى آخره {أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ} يتركون أحياء {نِسَآءَكُمْ} لسماعه أنه سَيُوْلد منهم من يذهب بملكك {وَفِي ذَٰلِكُمْ} الإنجاء أو صنيعهم {بَلاۤءٌ} نعمةٌ أو منحةٌ {مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا} فصلنا مُلتبساً {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} شخصه، أو وفاقاً لما سبق {وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} غرقهم {وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰ} بمعنى وَعَدنا أو للمشاركة؛ لأن موسى واعده المجيء وهو -تعالى- واعده إعطاء التوراة بَعْدَ انقضاء {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ذا القعدة وعشر ذي الحجة؛ لإعطاء التوراة، خصَّ الليالي بالذكر؛ لأنَّ غُرَرَ الشهر باليالي والعرب في أغلب تواريخها لا تذكر إلا الليل، وأيضاً كان الصوم عندهم بالليل {ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ} إلهاً {مِن بَعْدِهِ} بعد مضيه {وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا} مَحَوْنَا الجَرِيمة {عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ} الاتخاذ {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لتشكروا {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ} التوراة {وَٱلْفُرْقَانَ} فَرْق البَحْر، أو عطف تفسير، أي: الفارق بين الحق والباطل {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} بم {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ} عابدي العجل { يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ} معبوداً {فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ} خالقكم عن عبادة مخلوقكم وأصل تركيب "ب.ر.ى" لخصوص شيء عن غيره تقضياً أو إنشاء {فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ} أي: من لقيتم تماماً لتوبتكم فأصابتهم سحابة سوداء لئلا ينظر بعضهم بعضاً فيرحمه فقتل سبعون ألفاً ثم غفر للقاتل والمقتول {ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} من العصيان؛ لأنه طُهْرَهٌ من الشرك {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} قبل توبتكم {إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ} يكثر قبول التوبة كما مرَّ {ٱلرَّحِيمُ} للتّائبين.