{ وَ } اذكروا { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } لما وُجِدَ فِيْهم قتيل قتله بنُو أخيه طَعماً في ماله، ثُمَّ جَاءُوا يُطالبون بدَمِه: { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } فتضربوه بِبَعْضِها ليحيا ويخبر بقاتليه { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً } مهزوّاً بنا، وهو المزح { قَالَ } ردّاً لهم على طريقة البرهان: { أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } حاصِلُ الهزؤ هنا جهل وهو منتف عني { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } ما صِفَتُها مجاز عن أي: شيء وحقيقة عند السكاكي { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ } هرمة { وَلاَ بِكْرٌ } شابة قبل الفحل، وتركيب بكر للأولوية { عَوَانٌ } وسط { بَيْنَ ذٰلِكَ } المذكور من الفارض والبكر إنما نكره نعتاً لاحتمال كونه عجلاً أو جنياً { فْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } خالص الصفرة غاية، وإسناده إلى لونها مَجازاً { تَسُرُّ } تُعجِبُ { ٱلنَّاظِرِينَ } وأصل السرور لذة في القلب عند حُصُوْل نفع أو توقعه وهو الحبور والفرح متقاربة، إلا أن الأولين محمودان ونهي عن الثالث؛ لأنه فيما يورث بطرا.