التفاسير

< >
عرض

فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
٥٣
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ
٥٤
أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ
٥٥
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ
٥٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ
٥٧
وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ
٥٨
وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ
٥٩
وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
٦٠
أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
٦١
وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
٦٢
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ
٦٣
حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ
٦٤
لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ
٦٥
قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ
٦٦
مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ
٦٧
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٦٨
أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
٦٩
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
٧٠
وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ
٧١
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
٧٢
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٧٣
وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
٧٤
-المؤمنون

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ فَتَقَطَّعُوۤاْ }: قطعوا { أَمْرَهُمْ }: أمر دينهم { زُبُراً }: قطعا، أي: أديانا مختلفة { كُلُّ حِزْبٍ }: منهم { بِمَا لَدَيْهِمْ }: من أمر دينهم { فَرِحُونَ }: يظنون أنهم محقون { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ }: جهالتهم { حَتَّىٰ حِينٍ }: حين هلاكهم { أَيَحْسَبُونَ }: أنما { نُمِدُّهُمْ بِهِ }: مددا لهم { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ }: لا { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ }: أنه استدراج { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ }: خائفون من عذابه { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ }: الكونية والشرعية { يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ }: جليا وخفيا { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ }: أعطوه من الصدقات { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }: خائفة من عدم قبولها { أَنَّهُمْ }: لأنهم { إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا }: إليها { سَابِقُونَ }: أو لأجلها سبقوا الناس { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }: طاقتها، فسبقهم ليس بشاق { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ }: صحيفة أعمالهم { يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ }: بالصدق { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }: بنقص ثوابهم { بَلْ قُلُوبُهُمْ }: أي: الكفرة { فِي غَمْرَةٍ }: غفلة { مِّنْ هَـٰذَا }: الكتاب { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ }: خبيثة { مِّن دُونِ ذٰلِكَ }: الذي وضعناهم به كحث جواريهم على الزنا وغيره { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ }: منعميهم { بِٱلْعَذَابِ }: كالقحط { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ }: يصرخون بالدعاء؛ إذ جاء أبو سفيان يستغيث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يرد عليه أن السورة مكية لإمكان إخباره من الغيب، يقال لهم: { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي }: القرآن { تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ }: ترجعون قهقري أي: تعرضون { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ }: بالتكذيب المفهوم من النكوص أو بالبيت الحرام؛ لشهرتهم به حال كونكم { سَامِراً }: جماعة تتحدثون بالليل بالطعن فيها أو مصدر تسمرون بهم تتحدثون كما مر { تَهْجُرُونَ }: من الهجر بالفتح: الهذيان، أو الإعراض { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ }: القرآن ليعلموا حقيته { أَمْ }: بل أ { جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ }: من الرسول أو الكتاب { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ }: بالصدق ونحوه { فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ }: جنون ويعرفون انه أعقلهم { بَلْ }: لا سبب لإعراضهم إلا أنه { جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }: وأفقلهم لا يؤمنون استكنافا أو بلادة { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ }: بأن يكون له شركاء { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ }: كَما مَرَّ في الأنبياء { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ }: بكتاب هو عظمتهم { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً }: جعلا على التبليغ { فَخَرَاجُ }: عطاء { رَبِّكَ خَيْرٌ }: خصة بالخراج؛ لأنه أبلغ { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: يوصلهم إلى الجنة { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ }: المستقيم { لَنَاكِبُونَ }: منحرفون