التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون
٥٢
وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
٥٣
قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
٥٤
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
٥٥
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
٥٦
لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
٥٧
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٥٨
وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٥٩
وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ
٦٠
لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٦١
إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٦٢
لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٦٣
أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ
٦٤
-النور

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ }: بسوالف ذنوبه { وَيَتَّقْهِ }: فيما بقي { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون }: الظافرون ببغيتهم، ثم رجع إلى حال المنافقين فقال: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ }: أي: أغلظ { أَيْمَانِهِمْ }: كما مر { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ }: بالجهاد { لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ }: كذبا، طاعتكم { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ }:أنها قول بلا عمل { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ }: يتولوا { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ }: على الرسول { مَا حُمِّلَ }: من التبليغ { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ }: من القبول { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ }: التبليغ { ٱلْمُبِينُ }: الموضح { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ }: بلا من الكفار { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: كبنى إسرائيل بدلا من الجبابرة { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ }: بالأحكام { دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ }: من أعدائهم { أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }: استئناف كتعليل { وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ }: الإنعام به { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: الكاملون في الفسق، أول من كفر به قتله عثمان رضي الله عنه { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ }: عطف على أطيعوا الله { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ }: كرره تأكيدا أو ليعلق به { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون }: راجين الرحمة { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ }: لنا في إدراكهم { فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }: النار { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ }: أرقَّاءُكم { وَ }: الأحرار { ٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ }: البلوغ { مِنكُمْ }: هذا أمر للأولياء بتأديبهم { ثَلاَثَ مَرَّاتٍ }: في ثلاثة أوقات { مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْر }: وقت طرح ثياب النوم { وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ }: للقيلولة { مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ }: بيان للحين { وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ }: وقت طرح الثياب اليقظة، هي { ثَلاَثُ }: أوقات { عَوْرَاتٍ لَّكُمْ }: اختلالات لستركم، ونصب بدلا من ثلاث { لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ }: بعد الثلاثة في ترك الاستئذان، وهذا لا ينافي الاستئذان فينسخها، هم { طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ }: للخدمة { بَعْضُكُمْ }: طائف { عَلَىٰ بَعْضٍ }: في الحوائج فيغتفر فيهم مالا يغتفر في غيرهم { كَذَلِكَ }: التبيين { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ }: بأحوالكم { حَكِيمٌ }: فيما أمركم { وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ }: أيها الأحرار { ٱلْحُلُمَ }: البلوغ { فَلْيَسْتَأْذِنُواْ }: كل الأوقات، ولو على الأبوين { كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ }: بلغوا { مِن قَبْلِهِمْ }: أي: الرجال الأحرار { كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }:كرره تأكيدا { وَ }: العجائز { ٱلْقَوَاعِدُ }: عن الحيض والحبل { مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً }: لكبرهن { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ }: في { أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ }: الظاهرة كالجلباب { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ }: أي: مظهراتها { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ }: فلا يضعنها { خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ }: لمقالتهن للرجال { عِلِيمٌ }: بنياتهن { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ }: في مؤاكلة مقابليهم، أو في أكلهم من بيت من يدفع إليهم مفتاح عند خروجه غلى الغزو ويبيحه لهم أو في إجابة من يدعوهم إلى بيت أقاربهم المذكورين ليطعموهم { وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ }: التي فيها عيالكم، فدخل بيت الأولاد، وورد: "أنتَ ومَالك لأبيكَ" { أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ }: أي: خزنتموه لغيركم كالراعي والناظور مما يحفظانه أو بيوت المماليك وهو القيم من مال اليتيم بشروطه { أَوْ }: بيوت { صَدِيقِكُمْ }: من صدقكم في مودته ولو في غيبة هؤلاء بشرط العلم برضاهم ولو بقرينه فما دل على عدم قطع سارق مال المحرم { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً }: مجتمعين { أَوْ أَشْتَاتاً }: متفرقين، كانوا يتحرجون من أكل الرجل وحده { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً }: منها { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ }: أي: أهلها الذين هم منكم دينا أو بيوتا خالية تقول: السلام علينا الخ { تَحِيَّةً }: مشروعة { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً }: تطيب للمستمع { كَذَٰلِكَ }: التبيين { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ }: معالم دينكم { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }: تفهمونه { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ }: من صميم قلوبهم { وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ }: مع الرسول { عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ }: كالجمعة والعيد والشورى والحرب { لَّمْ يَذْهَبُواْ }: عن محضره { حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ }: فيإذن لهم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ }:من صميم قلوبهم { فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ }: أمرهم { فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }: دل على أن بعض الاحكام مفوض إلى رأيه { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ }: إذ ربما يستأذنوا تقديما للدنيا { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: لهم { رَّحِيمٌ }: بهم { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }: في تجويز الماهلة في الجواب ولو في الصلاة، ولا تنادوا باسمه الشريف بل بلقبه المنيف { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ }: ينصرفون عن الجماعة قليلا قليلا خفية { لِوَاذاً }: ملاوذين يستتر بعضهم ببعض من محمد صلى الله عليه وسلم { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ }: يُعْرضون { عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ }: في الدنيا { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }: في الآخرة، دَلَّ على أن الأمر للوجوب؛ لأنَّ مخالفته مقتضية لأحد العذابين { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ }: من الإيمان والنفاق، وأفاد بـ { قَدْ }: تأكيد الوعيد { وَ }: يعلم { يَوْمَ يُرْجَعُونَ }: المنافقون { إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ }: بالجزاء { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ }: ومنه اعمالهم - والله أعلمُ بالصّواب وإلْيِه المرجعُ والمآب.