{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}: أخبروني {إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً}: دائما، من السرد: المتابعة {إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ}: بإسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها فوق الأفق الغابر {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ}: سماع تبصر {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ}: بجعل الشمس على ضد ما مر {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ}: خصه بالوصف؛ لأن الضوء نعمة في ذاته مقصود في نفسه بخلاف الليل، وخص الأول بالسمع لأكثرية استعمال كالبصر في الثاني {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ}: في الليل {وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ}: بالنهار {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}: كرره ليبتنى عليه {وَنَزَعْنَا}: أخرجنا {مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً}: هو نبيهم {فَقُلْنَا}: للأمم {هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ}:على صحة ما تدينتم به {فَعَلِمُوۤاْ}: حينئذ {أَنَّ ٱلْحَقَّ}: في الإلهيَّة {لِلَّهِ وَضَلَّ}: ضاع {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}: من الأباطيل {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ}: ابن عنه، نافق كالسامري؛ حسدا على رسالة موسى، وأمامة هارون مع كونه احفظ بني إسرائيل للتوراة وأقرأهم {فَبَغَىٰ}: ظلم {عَلَيْهِمْ}: بالكبر {وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ}: تثقل {بِٱلْعُصْبَةِ}: الجماعة {أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ}: قيل: سبعين، اذكر {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ}: بالدنيا {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ}: بها {وَٱبْتَغِ}: اطلب {فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ}: من الدنيا {ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ}: بإنفاقه في البر {وَلاَ تَنسَ}: لا تترك حينئذ {نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا}: بأخذ كفايتك {وَأَحْسِن}: إلى الناس {كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ}: بالمعاصي {لْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }: في الأرضِ {قَالَ}: قارون: {إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ}: المال {عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ}: الكيمياء وهو الإكسير المزيل لعيوب حدثت لبعض الفلزات من معادنه أو علمه بالتوراه {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ}: بعض {ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً}: للمال {وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ}: فيدخلون النار بلا حساب لعلمه تعالى بهم {فَخَرَجَ}: قارون {عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ}: في تسعين ألفا، عليهم المعصفرات والحلي، وقيل: غير ذلك {قَالَ}: المؤمنون {ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰ}: للتنبيه {لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ}: أي: لا عَيْنه حذرا من الحسد {إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}: من الدنيا {وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ}: أحبارهم {وَيْلَكُمْ}: كلمة زجر {ثَوَابُ ٱللَّهِ}: في الآخرة {خَيْرٌ}: من ذلك {لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ}: يعطي هذه النصيحة أو المثوبة {إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ}: على حكم الله، فآذى موسى إلى أن أعطى مالا لفاجرة لتنسيه إلى الزنا، بنفسها فرمته يوم العيد فناشدها موسى حتى صدقت، فأمر الأرض بأخذه بأمر الله {فَخَسَفْنَا بِهِ}: {وَ}: كذا {بِدَارِهِ}: لقولهم: إنما فعله ليرثه {ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ}: أعوان {يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ}: بنفسه {وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ}: مرتبته {بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ}: كلمة للتنبيه أصلها: ويك أن، أو: وي، اسم أعجب أنا والكاف للتعليل، أي: أعجب لأن {ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ}: يضيق على ما يشاء، لا لكرامةٍ [تقتضي البسط، ولاَ لهوانٍ يُوجِب القبض] {لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا}: لأننا تمنينا مكانه {وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ}: لنعم الله كقارون {تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً}: غلبة {فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً}: ظلما، علق حصوبهما على ترك الميل، فتنبه {وَٱلْعَاقِبَةُ}: الحسنى {لِلْمُتَّقِينَ}: عن المعاصي {مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا}: ثوابها مع عشر أمثالها {وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ}: أي: لا يجزون {إِلاَّ}: مثل {مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ}: أي: تبليغه {لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ}: مكة، أو المقام المحمود {قُل رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن}:أي: بمن {جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}: فخروجي منها لا يدل على ضلالتي كما زعمتم {وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ}: القرآن {إِلاَّ}: لكن ألقي إليك {رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}: فكذلك نعيدك إلى مَعَادكَ {فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ}: بمداراتهم {وَلاَ يَصُدُّنَّكَ}: الكفرة {عَنْ}: تبليغ {آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ}: توحيد {رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ}: بمداراتهم {وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ}: هذا وما قبله للتهييج، وقَطْع طمع الكفرة عن مُداراته معهم {لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}: ذاته تعالى أو ما عمل لوجهه لبقاء نفعه {لَهُ ٱلْحُكْمُ}: القضاء النافذ {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: للجزاء، واللهُ أعْلَمُ بالصّواب.