{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}: ولده، ذكرهما لحصولهما بعد يأسه من الولد {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ}: إبراهيم {ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ}: منه الكتب الأربعة {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا}: كاستمرار النبوة في أولاده ومدحه في كل دين بلا نقص في أجر آخرته كما دل عليه {وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ * وَ}: أرسلنا {لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}: أهل سدوم { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ}: اللواطة {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ}: للمارين بكم {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ}: متحدثكم {ٱلْمُنْكَرَ}: اللواطة أو الضراطة، وقيل: العلك {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}: له {قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ}: في الوعيد {قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ}: أي: عليهم بتحقيق الوعيد {وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ}: كما مر {قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ}: مدينة سدوم المتبوعة لقرياتها الحاضرة في ذهن المخاطب {إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ}: مستمرين على ظلمهم {قَالَ}: إبراهيم {إِنَّ فِيهَا لُوطاً}: وهو غير ظالم {قَالُواْ}: الرسل {نَحْنُ أَعْلَمُ}: منك {بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ}: لوطا {وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ}: الباقين {وَلَمَّآ أَن}: صلة {جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ}: حزن بهم {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً}: صدراً، لحسن صورتهم {وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ}: علينا {إِنَّا مُنَجُّوكَ}: ننجي {وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ}: الباقين في الشهوات {إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً}: عذابا {مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}: باستمرار فسقهم، قال تعالى: {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}: كأنهارهم المسودة وأحجارهم الممطورة {وَ}: أرسلنا {إِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ}: وحده {وَٱرْجُواْ}: خافوا {ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ}: لا تفسدوا {فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ}: كما مر {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ}: الزلزلة كما مر {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}: نازلين على الركب ميتين {وَ}: اذكر {عَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن}: بعض {مَّسَاكِنِهِمْ}: باليمن والحجر {وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ}: المستقيم {وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ}: ذوي البصائر، فقصروا في النظر {وَ}: اذكر {قَارُونَ}: قدمه لشرف نسبه {وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ}: فائتين عذابنا {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً}: ريحا عاصفا فيها حَصْباء كعاد أو ملكا رماهم بها كقوم لوط {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ}: ثمود ومدين {وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ}: قارون {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا}: كقومي نوح وموسى {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}: يعاملهم معاملة ظالم بعقابهم بلاَ جُرْم {وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}: بفعل ما استحقوا به غضبه {مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ}: في الوهن {كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً}: يعتمد عليه بالنسبة إلى رجل بنى بيتا مضبوطا بالحجر والحصباءَ {وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ}: وقاية وسترا {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}: لكما اتخذوهم أولياء، وهذا اولى من جعل مثلهم كمثله إذا في بيته نفع {إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا}: الذي {يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ}: فيجازيهم {وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ}: في الانتقام {ٱلْحَكِيمُ}: في فعله {وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ}: هذا ونظائره {نَضْرِبُهَا}: نبينها {لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ}: يعرف فائدتها {إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ}: المتدبرون {خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ}: محقا {إِنَّ فِي ذٰلِكَ}: الخلق {لآيَةً}: عظيمة {لِّلْمُؤْمِنِينَ}: لأنهم المتفكرون {ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ}: القرآن تقربا وتحفظا واستكشافا {وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ}: مواظبتها {تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ}: ما تناهى قبحه {وَٱلْمُنْكَرِ}: شرعاً {وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ}: ومنه الصلاة {أَكْبَرُ}: من بواقي الطاعات، وصلاة الجماعة أفضل الذكر؛ لأنها ذكر الله تعالى في النفس والملأ ذكره إيانا برحمته أكبر من ذكرنا إياه بطاعته {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}: فيجازيكم