{وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي}: بالطريقة التي {هِيَ أَحْسَنُ}: كالعوة إلى الاسلام وبيان الحجج، ثم أخذ الجزيو ثم السيف، وقيل: نسخ بالسيف {إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ}: بالامتناع عما يلزمهم شرعا {وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ}: لا تصدقوهم ولا تكذبوهم {وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ}: خاصة {لَهُ مُسْلِمُونَ}: وهذه مجادلة حسنا {وَكَذَلِكَ}: الإنزال لكتبهم {أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ}: المصدق للكتب {فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ}: مؤمنوهم {يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ}: العرب {مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ}: مع ظهورها {إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ}: المتوغلون في الكفر {وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ}: قبل نزوله {مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}: ذكر اليمين لنفي التجوز {إِذاً }: لو كان شيء منهما {لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ}: أهل الكتاب المريدون لإبطال دينك لما في التوراة أن محمد لا يخط ولا يقرأ {بَلْ هُوَ}: القرآن {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ}: المؤمنين، إذا أنا جيلهم في صدورهم {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ}: خصة بالظلم؛ لأنه جحد بعد الحجج والأول بالكفر؛ لأنه قسيم المؤمنين {وَقَالُواْ}: المشركون {لَوْلاَ}: هلا {أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ}: كالعصا والناقة {قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ}: لا بقدرتي {وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}: بالعذاب {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ}: فيما طلبوا {أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ}: فإنه من أمي مثلك آية واضحة {إِنَّ فِي ذٰلِكَ}: القرآن {لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ}: تذكرة {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً}: بتبليغي وتكذيبكم {يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ}: بتكذيب رسله {أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ}: باشتراء الكفر بالإيمان {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى}: له {لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ}: عاجلاً {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}: به {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ}: كرره تعجيبا {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ * يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ}: الله تقريعا {ذُوقُواْ}: وبال {مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}: فإن لم تتمكنوا من عبادتي في أرْضٍ {فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ}: في غيرها ومن فر بدينه ولو قدر شر فله الجنة ورفاقه إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ}: فلا تخافوا من بعد الوطن {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ * وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}: بالنون، لننزلنهم، وبالثاء المثلثية: لنقيمنهم {مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ}: ذلك هم {ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ}: على المشاق كالهجرة {وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَكَأَيِّن}: كثيرا {مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ}: معها {رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}: فهاجروا ولا تخافوا من فقد الزاد كسائر الحيوان المدخر منه النمل والفأر والنسر {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ}: لقولكم {ٱلْعَلِيمُ}: بكم فلا يغفل عنكم {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}: يصرفون عن توحيده {ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ}: يضيق {لَهُ}: الضمير لمن من باب: عندي درهم ونصفه أي: نصف درهم آخر او على التعاقب {إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: منه من يستحق البسط والتضييق {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ}: على ظهور حجتي {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}: فيشركون بعد هذا الإقرار {وَمَا هَـٰذِهِ}: إشارة للتحقير {ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}: كم يلعب الصبي مبتهجا به وما معه إلا التعب {وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ}: الحياة الحقيقة أي: دراها {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}: لعملوا لها {فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ}: أي: صورة {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}: يعادون إلى الشرك {لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ}: من نعمة النجاة {وَلِيَتَمَتَّعُواْ}: بنوادهم على عبادة الأصنام أو أمر للتهديد {فَسَوْفَ يَعلَمُونَ}: عاقبتهم {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا}: بلدهم {حَرَماً آمِناً}: لا يغار عليه {وَيُتَخَطَّفُ}: يختلس {ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}: قتلا وسبيا {أَفَبِٱلْبَاطِلِ}: كالصنم {يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ}: بالشرك، والتقديم فيهما للاهتمام {وَمَنْ}: لا {أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً}: كالإشراك {أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ}: القرآن أو الرسُول {لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى}: منزلاً {لِّلْكَافِرِينَ}: والمفترى والمكذب منهم {وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا}: حقّنا، ظاهرا أو باطناً {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}: المواصلة إلينا أو نزيد هدايتهم وعلمهم {وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ}: بلإعانة، وفي الحديث "الإحسان أنْ تعبد الله" إلى آخره، وقال عيسى عليه الصلاة والسلام "الإحسان: أنْ تُحْسنَ إلى مَن أَساءَ إليك". والله أعْلَمُ بالصَّواب، وألْيهِ المرجعُ والمآب.