الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}: في الحديث أنه طاعةٌ بلا عصيان، وشُكرٌ بلا كفران، وذكر بلا نسيان ونُسِخت بآية: { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16]: خلافا لبعض السلف، {وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ}: دُوْموا على الإسلام، حتى تموتوا عليه، {وَٱعْتَصِمُواْ}: استمسكوا، {بِحَبْلِ ٱللَّهِ}: القرآن، من حيث أنَّ التمسك به ينجي مِنَ الرَّدَي كما أن المتمسِّك بالحَبْل يسلم من التردي {جَمِيعاً}: مجتمعين عليه، {وَلاَ تَفَرَّقُواْ}: كأهل الكتاب، {وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ}: منها الإسلام، {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً}: أراد عداوة الأوس مع الخزرج في الجاهلية مائة وعشرين سنة، {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}: بالإسلام، {فَأَصْبَحْتُمْ}: صرتم، {بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}: مُتحابين، {وَكُنْتُمْ}: في الجاهلية، {عَلَىٰ شَفَا}: طرف، في الحديث: "لَا تَنْظُروا إلى صَوْم الرَّجُل وصلاته، ولكن إلى وَرَعه إذا أشفى على الذنب" أي: اشرف، {حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ}: أي: مشرفين على الوقوع في جهنم، {فَأَنقَذَكُمْ}: أنجاكم بالإسلام، {مِّنْهَا}: من شَفِاها، وتأْنِثهُ باعتبار المضاف إليه، {كَذٰلِكَ}: التبيين، {يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}: لتدوموا على الهداية، {وَلْتَكُن مِّنْكُمْ} أيها المؤمنون، {أُمَّةٌ}: جماعة، {يَدْعُونَ}: الناس، {إِلَى ٱلْخَيْرِ}: الدنيوي والأخروي دل بـ"من" على فرضية الكفاية أو تبيينية فيكون المعنَى واجباً ومندوباً لكن على حسب ما يأمر به، {وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ}: وهو يكون واجباً ومندوباً لكن على حسب ما يأمر به، {وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ}: هو واجب كله إذ كل ما أنكره الشرع حرام، والمكروه غير منكر، وخَصَّصَ بعدما عمم إيذاناً بفضله، {وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ}: المخصوصون بكمال النجاة.