الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }: فيجازي { كُنْتُمْ }: في عِلْم الله أو: وُجِدتُمْ، فعلى الثاني "كَان" تامَّة، { خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ }: أُظهرَت، { لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ }: دَلَّت على أنَّ الإجماع حُجَّةٌ لاستغراق اللامين، فلو أجمعوا على باطل كانوا على خلافه، { وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ }: أي: تعلمون وكذلك إيماناً به فلا يرد أن حق الإيمان التقديم كما في آية أخرى، { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ }: بمحمد، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }: من الإيمان بموسى وعيسى فقط، { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ }: كابن سلام، { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: المتمردون في الكفر، { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }: ضرّاً يسيراً كطعن، { وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ }: ينهزمون، { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ }: كضرب قُبَّةٍ كما مَرَّ، { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ }: وجدوا دائما، { إِلاَّ }: حال كونهم معتصمين، { بِحَبْلٍ }: بذمة، { مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ }: أمان وعهد، { مِّنَ ٱلنَّاسِ }: المسلمين، أي: هم أذلاء دائماً، إلا في هذه الحالة، { وَبَآءُوا }: رجعوا، { بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ }: الجزية والفقر، { ذٰلِكَ }: الضرب والبوء، { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ }: عندهم، { ذٰلِكَ }: الكفر والقتل، { بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }: فُسِّر مرَّةً، ولما قالَ: { { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ال عمران: 110] حينئذٍ قال: { لَيْسُواْ }: أهل الكتاب، { سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ }: مستقيمة عادلة، مسلموهم، من أقمتُ العود فقام، { يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ }: القرآن، { آنَآءَ }: ساعات، { ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }: يصلون العشاء والتهجد، فإن أهل الكتاب لا يصلونها، { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بلا إلحاد في صفاتهما { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ }: بخلاف اليهود في الكل، { وَأُوْلَـٰئِكَ }: الموصوفون، { مِنَ ٱلصَّالِحِينَ }: ممن صلحت أحوالهم عند الله.