التفاسير

< >
عرض

وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
٤٩
وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
٥٠
إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٥١
-آل عمران

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَ }: نجعله، { رَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }: في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه الله إلى بني إسرائيل قال لهم: إني رسول الله إليكم، { أَنِّي } أي: بأنى { قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ } علامة { مِّن رَّبِّكُمْ }: هي { أَنِيۤ } وفي قراءة بالكسر استئنافاً { أَخْلُقُ } أُصَوِّرُ، { لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ }: مثل صورته، والكاف اسم مفعول { فَأَنفُخُ فِيهِ }: الضمير للكاف، { فَيَكُونُ طَيْراً }: وفي قراءة: (طائراً)، { بِإِذْنِ ٱللَّهِ }: بإرادته فخلق لهم الخفاش؛ لأنه أكمل الطير خَلْقاً فكان يطير وهم ينظرون فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتاً، { وَأُبْرِىءُ }: أَشفي { ٱلأَكْمَهَ }: الذي وُلِدَ أعمى، { وٱلأَبْرَصَ } وخُصَّا لأنهما داءَا إعيَاء، وكان بعثه في زمن الطبِّ، فأبرأ في يوم خمسين ألفاً بالدعاء بشرط الإيمان { وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ }: كرَّره لنفي توهُّم الإلهيَّة فيه، فأحيا عازَر صديقاً له، وابن العجوز، وابنةَ العاشر، فعاشوا ووُلِدَ لهم، وسَامَ بن نُوحٍ ومَات في الحَالِ { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ }: الآن، { وَمَا تَدَّخِرُونَ }: تخبثون { فِي بُيُوتِكُمْ }: ممّا لم أُعانيه، فكان يُخبرُ الشخصَ بما أكَلَ وبما يأكل بَعْدُ، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } المذكور { لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }: مُوفَّقين للإيمان، { وَ }: جئتكم، { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ }: قبلي { مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ }: مُوفقَّين للإيمان، { وَ }: جئتكم، { وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ }: فيها، فأحل لهم من السمك والطير ما لا صيصية له وقيل: أحل الجميع فبعض بمعنى: كُل { وَجِئْتُكُمْ }: من بعد كما ذكرت لكم والأول لتمهيد الحجة، { بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ }: على صدقي، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }: فيما أمركم من توحيد الله وطاعته.