{وَقَرْنَ}: اسكن بكسر القاف وفتحها من أقررن بكسر الراء وفتحها، أو وقريقر وقارا، أو اجتمعن من قار يقار: اجتمع {فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ}: تظهرن زينتكن، بنحو التّبخْتُر في المشي {تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ}: قبل الإسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال، والأخرى: الفسوق في الإسلام {وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ}: الإثم المدنس لعرضكم يا {أَهْلَ ٱلْبَيْتِ}: قال الأكثرون: أراد نساء النبي كما يدل عليه سابق الآية ولاحقها، وفي الحديث: "إن عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين أهل البيت" ، ولا دليل على الحصر في أحد من الطرفين {وَيُطَهِّرَكُمْ}: منه {تَطْهِيـراً * وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ}: القرآن {وَٱلْحِكْـمَةِ}: السنة، ولا تنسين هذه النعمة {إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً}: بمطيعه {خَبِيراً}: بخلقه {إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ}: المناقدين لحكم الله {وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ}: المصديقين بما يجب تصديقه {وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ}: المطيعين {وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ}: في الإيمان {وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ}: على طاعة {وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ}: المتواضعين لله {وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ}: عن الحرام {وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ}: في الحديث: "من أيقظ امرأته في الليل فصليا فهما تلك الليلة منهم" ، والعطف لاختلاف جنسي الأنثى والذكر وأوصاف كل زوجين، والعطف في الأول واجب، وفي الثاني جائز {أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً}: لذنوبهم {وَأَجْراً عَظِيماً * وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ}: أي: جنسهما {إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ}: الاختيار {مِنْ أَمْرِهِمْ}: كعبد الله بن جحش جين خطب النبي عليه الصلاة والسلام أخته زينب ابنة عمَّة النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكرها ثم رضيا بعد نزولها {وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً * وَ}: اذكر {إِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ}: بالإسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}: بالعتق، و هو زيد حين رأى النبي عليه الصلاة والسلام زوجها زينب فوقع في نفسه الشريفة حبها، وفي نفس زيد كراهيتها، فأراد فراقها فقال له: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}: زينب {وَٱتَّقِ ٱللَّهَ}: في طلاقها {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ}: من إرادتك نكاحها لوفارقها {وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ}: فليس العتب على اخفائه فقط بل بضميمة مخافتهم وإظهار ما ينافي إضماره {لنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً}: حاجةً وطلقها وانقضت عدتها {زَوَّجْنَاكَهَا}: بلا واسطة عقد {لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ}: تزوج {أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ}: قضاؤه {مَفْعُولاً}: لا محالة {مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ}: قسم {ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ}: كسنته في الأنبياء {ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ}: في رفع الحرج عنهم فيما أباح لهم {وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ}: فعله {قَدَراً}: قضاء {مَّقْدُوراً}: مقضيا {ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ}: تعريض بعد تصريح {وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً}: كافيا للمخاوف {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ}: كل موضع سماه باسمه الكريم، فهز لإثبات رسالته فلا يخل بتعظيمه {أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}: نسبا فبمجرد تبنيه لم تثبت أبوته، وأما طاهر وطيب وقاسم وإبراهيم فما بلغوا مبلغ الرجال ولو كان ولده رجلاً للاق به أن يكون نبيًّا كما ورد في إبراهيم {وَلَـٰكِن}: كان {رَّسُولَ ٱللَّهِ}: والرسول أبو أمته شفقة {وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ}: أي: آخر من نبئ فلا يرد عيسى عليه السلام على أنه على دينه {وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً }: أول النهار {وَأَصِيلاً}: أخره لمزيد شرفها أو دائما {هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}: بالرحمة {وَمَلاَئِكَتُهُ}: بالاستغفار لكم، فالمشترك إرادة الخير {لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ}: المعاصي {إِلَى ٱلنُّورِ}: الطاعة {وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً * تَحِيَّتُهُمْ}: منه {يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ}: بلسان الملائكة {وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً}: كالجنة {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً}: على أمتك {وَمُبَشِّراً}: للمطيع {وَنَذِيراً}: للعاصي {وَدَاعِياً إِلَى}: طاعة {ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ}: بأمره {وَسِرَاجاً مُّنِيراً}: للقلوب فراقبهم، إنما شبهه بالسراج لا الشمس لأنه منه سرج لا تعدن وقد اقتبس منه عليه الصلاة والسلام الأنبياء والأولياء والائمة {وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً}: على الأمم {وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ}: ذُمْ على مخالفتهم {وَدَعْ أَذَاهُمْ}: بالمحاربة إلى أن تؤمر بها {وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ}: في كل امورك {وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نَكَحْتُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتِ}: خصهن ترغيبا فيهن {ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ}: تجامعوهن {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}: تستوفون عددها، أفهم أن العدة حقهم، وظاهرة عدم وجوبها بمجرد الخلوة {فَمَتِّعُوهُنَّ}: أعطوهن المتعة إن لم يفرض صداقهن، فإن فرض فنصف المفروض كما مر، وأمر بالمشترك بين الوجوب والندب فإنها سنة إن فرض {وَسَرِّحُوهُنَّ}: طلقوهن {سَرَاحاً جَمِيلاً}: بلا ضرار