الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{ وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ } أيها الأزواج أو الأولياء { صَدُقَٰتِهِنَّ }: مهورهن، { نِحْلَةً }:إياء بطيب نفس، { فَإِن طِبْنَ }: وهبن بطيب النفس، { لَكُمْ }: متجاوزات، { عَن شَيْءٍ مِّنْهُ }: من الصداق، { نَفْساً }: تمييز أي: وهبه عن طيب النفس وحثهن بمن على تقليل الموهوب، { فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }: سائغاً بلا غصٍّ، مجازٌ عن حلال بلا تبعة لهما وما يلتذ به وما يحمد عاقبته، { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ }: أي الجاهلين بمواضع الحق يعني النساء والصبيان، { أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً }: تقومون وتنتعشون بها لئلا تنظروا إلى ما في أيديهم، { وَٱرْزُقُوهُمْ }: اجعلوا لهم رزقاً، { فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ }: فيها، { وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }: بعدة جميلة، وهم اليتامي، والإضافة باعتبار التصرف، ورزقهم فيها بالتجارة، والمعروف عدتهم بتسليمها بعد الرشد.
{ وَٱبْتَلُواْ }: اختبروا، { ٱلْيَتَامَىٰ }: قبل البلوغ، { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ }: أي: وقته، { فَإِنْ آنَسْتُمْ }: أبصرتم بعد البلوغ، { مِّنْهُمْ رُشْداً }: أدنى صلاحٍ ديناً ودنيا، { فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ }: تفنوها، { إِسْرَافاً وَبِدَاراً }: مسرفين ومبادرين مخافة { أَن يَكْبَرُواْ }: فينزعوها عنكم { وَمَن كَانَ }: من أوليائهم، { غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ }: من أكل ماله، { وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ }: أجرة مثل سعيه، { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ }: بعد رشدهم { فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ }: بقبضهم أمر ارشاد وظاهره: عدم تصدبق القَيِّمِ إلأ ببينة، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً }: محاسباً، فاعدلوا، { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ }: أي: المتوارثون بالقرابة، { وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ }: بدل مما ترك، وذكره تأكيداً { نَصِيباً مَّفْرُوضاً }: مقطوعا لهم فلا يسقط بإسقاتهم { وَ } سببه في قوله: { { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ } [النساء: 8] الآية، { إِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ }: قسمة الميراث، { أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ }: ممن لا يرث، { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ }: قبل القسمة، أمر ندب للبالغ، { وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }: بلين لهم، ودعاء.