التفاسير

< >
عرض

فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
٨٨
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
٨٩
إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَٰتَلُوكُمْ فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
٩٠
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً
٩١
-النساء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ فَمَا لَكُمْ }: تفرقتم، { فِي } شأن { ٱلْمُنَافِقِينَ }: كابن أبي، { فِئَتَيْنِ }: فرقتين، فرقة على كفرهم، وقتلهم وفرقة على إسلامهم، { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ }: رَدَّهُمْ إلى الكفر { بِمَا كَسَبُوۤاْ }: من المعاصي، { أَتُرِيدُونَ }: أيها المؤمنون، { أَن تَهْدُواْ }: تعدُّوا مُهْتدياً، { مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }: إلى الهدى، { وَدُّواْ }: هَؤُلاء، { لَوْ }: أنْ، { تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ }: أنتم وهم، { سَوَآءً }:في الكفر، { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ }: بأن يقاتلوا، { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ }: عن الهجرة وأظهروا الكفر، { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً (*) إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ }: يلجؤون منهم، { إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ }: أي: عاهدوهم، فحينئذٍ حكمهم { أَوْ }: الذين، { جَآءُوكُمْ }: قد، { حَصِرَتْ }: ضاقت، { صُدُورُهُمْ }: عن { أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ }: كبني هاشم خرجوا مع المشركين يوم بدر، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَٰتَلُوكُمْ }: لكن بلطفة ضيق صدورهم عنه وكفهم، { فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ }: الانقياد، { فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً }: في أخذهم وقتلهم، { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ }: من المنافقين، { يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ }: أي: يأمنوا قتلهم إياهم، وأخذكم أموالهم، { وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ }: دعوا وداعيهم قومهم، { إِلَى ٱلْفِتْنِةِ }: الشرك، { أُرْكِسُواْ }: قبلوا، { فِيِهَا }: ومركسهم نفسهم وشيطانهم فَلَا تكرار، { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَ }: لم، { يُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ }:الانقياد، { وَ }: لم، { يَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ }: عن قتالكم، { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ }: وجدتموهم، { وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }: حُجَّةَ واضحة في قتالهم لعداوتهم.