التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣
-المائدة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ }: مناسك الحجّ، كالصَّيد في الإحرام أو دينه، { وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ }: بابتداء القتال فيه، وهذا منسوخ عند الأكثر، { وَلاَ ٱلْهَدْيَ }: جمع هدية: ما أُهْدي إلى الكعبة من النَّعم، أي: لا تتعرَّضُوا له ولو غير مُقلَّد { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ }: الهدي ذوات القلائد، جمع قلادة ما يُقَلدُ به الهدي من نحو نخل أو لحاء شجر، { وَلاۤ }: تحلوا، { آمِّينَ }: قاصدين، { ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً }: رزقاً، { مِّن رَّبِّهِمْ }: بالتجارة، { وَرِضْوَاناً }: بزعمهم، فدخل الكافر، ولكنه نسخ بـ { { إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } [التوبة: 28] إلى آخره، { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ }: إباحة، { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ }: بغض، { قَوْمٍ أَن }؛ لأن، { صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }: عام الحديبية، { أَن تَعْتَدُواْ }: بانتقام بصدهم عن العمرة، وهذا ثاني المَفْعولين، { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ }: ما أمرتم به، { وَٱلتَّقْوَىٰ }: عن المنهي، { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ }: المعصية، { وَٱلْعُدْوَانِ }: الظلم، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ }: ما فَارقَت الرُّوْح بلا تَذكِيَة، { وَٱلْدَّمُ }: المسفوح، { وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ }: رُفع الصَّوْتُ، { لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ }: كما مَرّ، { وَٱلْمُنْخَنِقَةُ }: ما مات بالخنق، { وَٱلْمَوْقُوذَةُ }: ما مات بضرب مثقل، { وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ }: ما مات بالتّردِّي، { وَٱلنَّطِيحَةُ }: ما مات بنطح الآخر، { وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ }: منه فمات وإن كان جوارح الصيد، { إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ }: من الخمسه قبل موته بهذه الأسباب، وفيه حياة مستقرة، والذكاة القطع الحلقوم والمريء بمحدود وذكر الخمسة مع أنها ميته لعد الكفرة ذلك ذكاة، { وَ }: حُرِّمَ { مَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ }: أي: لها جمع نصاب، أَوْثانٌ حَوْل الكعبة كانوا يذبحون لها تعظيماً، فحَرم وإن ذكر اسم الله عليه، { وَ }: حرم، { أَنْ تَسْتَقْسِمُواْ }:تطلبوا معرفة ما قسم لكم من مقاصدكم، { بِٱلأَزْلاَمِ }: جمع زلم، سهامٌ كتب في بعضها: أَمرني ربي، وفي بعضها: أَمرني ربي، وفي بعضها نهاني ربِّي، وبعضها غير مكتوب فبمجيء الأمر فعلوا، وبالناهي تركوا، أو الغفل أعادوها ثانياً، هو استقسام الجزور على الأنصباء المعلومة وذكر الاستقسام، { ذٰلِكُمْ }: الاستقسام، { فِسْقٌ }، لأنه وإن أشبه القُرْعةَ دخول في علم الغيب، وافتراء على الرب، إن أريد برَبّي الله وشركٌ إن أُريد الصنم، وجهل بالثمن والمثمن على التفسير الثاني، { ٱلْيَوْمَ }: الأزمنة الحاضرة، { يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن }: إبطال، { دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ }: من غلبتهم عليكم، { وَٱخْشَوْنِ }: فقط: يوم عرفة حجة الوداع، { ٱلْيَوْمَ }: فما نَزَل حلالٌ وحرام بعده، { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }: فما نَزَل حلالٌ وحرام بعده، { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }: بإكمال الدين، { وَرَضِيتُ }: اخترت، { لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً }: من بين الأديان، وهذه الجملة منقطعة من الأوليين، { فَمَنِ ٱضْطُرَّ }: إلى تناول مُحرَّمٍ منها، { فِي مَخْمَصَةٍ }: مَجاعةٍ { غَيْرَ مُتَجَانِفٍ }: مائل، { لإِثْمٍ }: كأكلها مجازاً حد الرخصة، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: له، { رَّحِيمٌ }: به لا يؤاخده به.