التفاسير

< >
عرض

وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
٤٧
وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ
٤٨
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩
فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥٠
وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥١
كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٥٢
أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٥٣
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ
٥٤
وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٥٥
وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ
٥٦
مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ
٥٧
إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ
٥٨
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ
٥٩
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٦٠
-الذاريات

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَ }: أهلنكنا { قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ }: بقوة { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }: ذوو سعة وقدرة { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا }: بسطناها { فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ }: نحن { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ }: مما تشاهدونه { خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ }: صنفين مختلفين كالسماء والأرض والسهل والجبل ونحوه { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }: فتعلمون أن التعدد من خواص الممكن، قل لهم: { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ }: إلى عبادته من عقابه { إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }: كرره تأكيدا، قصتم { كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ }: فيه { سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْاْ }: كلهم { بِهِ } بهذا القول { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }: فطغياهم جرَّهم إليه لا تواصيهم { فَتَوَلَّ }: أعرض { عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ }: بعد التبليغ { وَذَكِّرْ }: بالقرآن { فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: في علمنا { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }: أي: بحيث يتأتي منهم العبادة وهذا كخلق الفرس للكرّ والفرّ، فلا ينافي: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا } [الأعراف: 179]، واللام للعاقبة، وعن علي رضي الله تعالى عنه، إلا ليؤمروا بالعبادة، وعن مجاهد: إلا ليعرفون، ترك الملك مع أنه أكمل العباد المكلفين؛ لأن الكلام في ذم الكفرة لتركهم ما خلقوا له، وهو مختص بالثقلين أو لدخولهم في الجن لاستتارهم { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ }: لأنفسهم { وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }: كالسادة مع عبيدهم، فليشتغلوا بماخلقوا له { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ }: لكل ما يفتقر إلى الرزق { ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }: شديد القوة { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً }: نصيبا من العذاب { مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ }: المُدَمَّرِيْن { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ }: بقولكم: متى هذا الوعد؟ { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ }: القيامة أو بدر - واللهُ أعْلمُ.