التفاسير

< >
عرض

إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ
٢٨
فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ
٢٩
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ
٣٠
قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ
٣١
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـٰذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٣٢
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ
٣٣
فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ
٣٤
أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ
٣٥
أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ
٣٦
أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ
٣٧
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ
٣٩
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ
٤٠
أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
٤١
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ
٤٢
أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٤٣
وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
٤٤
فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ
٤٥
يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٤٦
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٧
وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ
٤٨
وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ
٤٩
-الطور

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ }: نعبده { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ }: المحسن { ٱلرَّحِيمُ * فَذَكِّرْ }: يا محمد { فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ }: عليك { بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ }: عن الخليل أن كُلَّ { أَمْ } في هذه السورة استفهامية، وقال أبو البقاء: منقطعة فمعناه: بل أ{ يَقُولُونَ }: هو { شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ }: حوادث { ٱلْمَنُونِ }: الدهر أو الموت فنستريح { قُلْ تَرَبَّصُواْ }: انتظروا { فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ }: هلاككم وكلهم هلكوا في حياته عليه الصلاة والسلام { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ }: عقولهم { بِهَـٰذَآ }: التناقض بنسبة الكهانة والجنون { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }: في عنادهم { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ }: اختلق القرآن من عنده { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ }: فيرمونه بما ذكر لكفرهم { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ }: اختلف القرآن في بلاغه { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ }: في تقوله { أَمْ }: بل أ { خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ }: خالق { أَمْ }: بل أ{ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ }: أ،فسهم ولذا لا يعدبوننا { أَمْ }: بل { خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ }: وهم يقولون أنه خالق الكل { بَل لاَّ يُوقِنُونَ }: به ولذا لا يؤمنون بنبيه { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ }: فيعطون النبوة لمن شاءوا { أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ }: المتسلطون على الأشياء يدبرونها كيف يشاءوا { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ }: إلى السماء { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ }: أي: عليه كلام الملائكة فلذا ينازعون وحينا { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ }: حجة لصدقه { مُّبِينٍ * أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ }: مشعر بأن من هذا رأيه كيف يعد عاقلا فضلاً عن اطلاعه على الغيب { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً }: على الرسالة { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ }: غرامة لك { مُّثْقَلُونَ }: يحملون الثقل { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }: منه فينازعونك فيه { أَمْ }: همزته للتقرير { يُرِيدُونَ كَيْداً }: بك في دار الندوة فيهلكوك { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ }: يحيق بهم وباله، فقتلوا ببدر { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ }: يعصمهم { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً }: قطعة { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً }: كما اقترحوا بقولهم: "فأسقطط { يَقُولُواْ }: عناد { سَحَابٌ مَّرْكُومٌ }: تراكم بعضها وليس للعذاب { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ }: يموتون بالنفحة الأولى { يَوْمَ لاَ يُغْنِي }: يدفع { عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً }: في الدنيا كالسبع والبدر { دُونَ ذَلِكَ }: العذاب في الآخرة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }: ذلك { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ }: بمَا يصل إليكم من أذاهم { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا }: بمرأى منا { وَسَبِّحْ }: ملتبسا { بِحَمْدِ رَبِّكَ }: قُلْ: سُبْحانك اللهم وبحمدك { حِينَ تَقُومُ }: من مجلسك أو من منامك، أو إلى الصلاة { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ }: بالتهجد وغيره، وخصَّه؛ لأنه أشق عباة وأبعد من الرياء { وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }: أي: إذا أدبر غاب بسبب ضوء الصبح، ومنه صلاة الصبح.