التفاسير

< >
عرض

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ
٥٧
أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ
٥٨
ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ
٥٩
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٦٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٦١
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ
٦٢
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ
٦٣
ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ
٦٤
لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
٦٥
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
٦٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٦٧
أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ
٦٨
ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ
٦٩
لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ
٧٠
أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ
٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ
٧٣
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ
٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
٧٨
لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ
٨٣
وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ
٨٤
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ
٨٥
فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
٨٦
تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٨٧
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٨٨
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
٨٩
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩٠
فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩١
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ
٩٢
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ
٩٣
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
٩٤
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ }: فهلاَّ { تُصَدِّقُونَ }: بالبعث الذي هو أهو { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ }: تقذفون في الأرحام من النطف { ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ }: بشرا { أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }: بمغلوبين { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ }: منكم { أَمْثَـٰلَكُمْ }: مكانكم أو نغير صفاتكم { وَنُنشِئَكُمْ }: نخلقكم { فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ }: ذاتا وصفة { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ }: فهلاَّ { تَذَكَّرُونَ }: أن الإعادة أهون أفاد صحة القياس { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ }: تبذرون حبة { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ }: تنبتونه { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ }: فالفرق: أن الحرث إلقاء البذر وتهيئة الأرض والزرع مراعاته وإنباته { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً }: يابسا منكسرا بلا حبث { فَظَلْتُمْ }: أقمتهم نهارا { تَفَكَّهُونَ }: تتعجبون أو تندموون على جهدكم فيه قائلين { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ }: ما أنفقنا او مهلكون لهلاك رزقنا { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ }: من الرزق { أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ * ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ }: جمع المزيد السحابة أو الأبض منها؛ لأأن ماءه أعذب { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ }: حذف اللام لتقدم ذكرها قريبا، أو لإفادة أن الوعيد يفقد المطعوم المقصود بالذات أشد، فإنها تفيد التوكيد { أُجَاجاً }: شديد الملوحة { فَلَوْلاَ }: هلا { تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ }: تقدحون { أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ }: التي منها الزناد كما مر { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا }: نار الزناد { تَذْكِرَةً }: للبعث أو لجهنم { وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ }: النازلين لاقواء أي: المفارزة، أو الذين خلت بطونهم، أو مزاودهم من الطعام، خصهم لأنهم أحوج { فَسَبِّحْ }: أحدث تنزيهه عن مقالة الجاحدين مستعينا { بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }: أو الباء فقط صلة أو مع اسم، أي: نزهه { فَلاَ }: صلة أو رد لهم، أو للنفي، أي: لا { أُقْسِمُ }: للوضوح { بِمَوَاقِعِ }: منازل { ٱلنُّجُومِ }: أو أوقات نزول نجم القرآن { وَإِنَّهُ }: أي هذا القسم { لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ }: معتبرين والخبر { عَظِيمٌ }: والله تعالى أعلم بسر عظمته { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }: كثير النفع، مكتوب { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }: اللوح المحفظ، أو الصحف { لاَّ يَمَسُّهُ }: نهي { إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ }: أي: عن الأحداث، وبه قال الجمهور، ويؤيدهم حديث: "لاتمس القرآن إلا وأنت طاهر" ، وقيل: أي: لا يطلع عليه إلَّا المُتَنَزِّهُ عن الكدورات الجسمانية كالملائكة { تَنزِيلٌ }: منزل { مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ }: القرآن { أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ }: متهاونون { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ }: أي: شكركم، بلُغةةِ أَزْدِشنوءَةَ وقرأ علي وابن عباس: شكركم { أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }: ينسبته إلى غير الله تعالى { فَلَوْلاَ }: هلا { إِذَا بَلَغَتِ } النفس { ٱلْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ }: يا حُضَّار المحتضر { حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ }: إليه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ }: تعلمونه { فَلَوْلاَ }: تأكيد { إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ }: مملوكين تحت قدرتنا { تَرْجِعُونَهَآ }: عامل لإذا، فترتبها: فوللا ترجعونها تهاونا به إذا بلغت الحلقوم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }: في تعطيلنا فإذا لم تقدر فاعلموا أنا لكل بقدرتنا { فَأَمَّآ إِن كَانَ }: المتوفى { مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ }: السابقين { فَرَوْحٌ }: أي: فله راحة { وَرَيْحَانٌ }: مع الملائكة ليشمه فيقبض أو ليجعل رحه في النزع، أو رزق حسن { وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (*) وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ * فَسَلاَمٌ }: فسلامة { لَّكَ }: يامحمد أو يا صاحب اليمين من جهة أصحاب اليمين { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ }: آثره على أصحاب الشمال بيانا للموجب { فَنُزُلٌ }: أي فله نزل، مقدمة ضيافة { مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ }: إدخال { جَحِيمٍ * إِنَّ هَـٰذَا }: المذكور { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ }: أو حق هو اليقين { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }: كما مر - واللهُ أعلم بالصّواب - اللهُمّ هَوِّن.