التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
٣٨
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ
٤٠
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
٤١
وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
٤٢
فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ
٤٣
-الأنعام

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي }: جميع، { ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ } صنفان من جميع الطير { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ }: فالوصفان لمزيد التعميم، أو لئلا يتوهم المجاز أو قد يقال: الدابة لغير معناها الحقيقي، وقد يقال للمسرع طير { إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } مقدرة أرزاقها وآجالها وأحوالها فيقدر على: "أن تأتيهم بآية" وجمع الأمم حملاً لها على المعنى، { مَّا فَرَّطْنَا }: قصرنا، { فِي ٱلكِتَٰبِ }: اللَّوح المحفوظ { مِن شَيْءٍ }: إذ فيه كل ما يجري في العالم، { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }: فيجزون ويقتص للجماء من القرناء، كما في الحديث.
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ موت البهائم حشرها، { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ }: عن سماع قبولها، { وَبُكْمٌ }: عن الحق، { فِي ٱلظُّلُمَاتِ }: ظلمات الكفر والجهل والعناد، { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ }: إضلاله، { يُضْلِلْهُ }: فيميته على الكفر، { وَمَن يَشَأْ }: هدايته، { يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: فيميته على الإسلام، { قُلْ }: يا محمد، { أَرَءَيْتَكُمْ }: أبصروني وأعلموني وأخبروني، جعلوا طلب العلم والبصر موضع طلب الخبر؛ لا شتراكهما في الطلب، { إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ }: قبل موتكم، { أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ }: وأهوالها، { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ }: في صرفه، { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }: في الأصنام آلهة، { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } تخصونه بالدعاء { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ }: إلى كشفه وعذاب الساعة، { إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }:فلا يذكرونه حينئذ { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ }: الرسل، { إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ }: فكذبوهم { فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ }: بالشدة كالقحط، { وَٱلضَّرَّآءِ }: كالأمراض { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }: إلى الله تائبين، { فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ }: أي: لم يتضرعوا مع موجبه { وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ }: مَا لَانَتْ { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ }: فأصروا عليه.