التفاسير

< >
عرض

وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
١٨١
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
١٨٢
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
١٨٣
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
١٨٤
أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
١٨٥
مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١٨٦
يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
١٨٧
-الأعراف

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ }: أشار إلى قتلهم، { أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ }: إليه، { وَبِهِ يَعْدِلُونَ }: يعملون، في الحديث: "أنهم هذه الأمة" ، وفيها دليل صحة الإجماع؛ لأنَّ المُراد في كل قرن في حديث: "لا يزال من أمتي" إلى آخره، { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ }: سنستدنيهم إلى الهلاك قليلاً قليلاً أو من درج بمعنى: هلك، { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ }: فكلما جددوا معصية زيدوا نعمة، ونسوا الشكر، وعطف على سنستدرجهم { وَأُمْلِي لَهُمْ }: أمهلهم، { إِنَّ كَيْدِي }: أخذى، { مَتِينٌ }: شديد، سماه كَيْداً؛ لأن ظاهره إحسان وباطه خذلان، { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ }: ليعلموا، { مَا بِصَاحِبِهِمْ }: محمد صلى الله عليه وسلم، { مِّن جِنَّةٍ }: جنون، { إِنْ }: ما، { هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }: إنذاره { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ }: استدلالا على التوحيد { فِي مَلَكُوتِ }: عظيم ملك، { ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: أو عجائبهما { وَ }: في، { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَ } في، { أَنْ }: أنه { عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ }: فيسارعوا إلى ما ينجيهم { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ }: بعد القرآن، { يُؤْمِنُونَ }: إن لم يؤمنوا به، { مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ }: القيامة، سميت بها لسرعة حسابها { أَيَّانَ }: متى، { مُرْسَٰهَا }: إتيانها، { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا }: يُظهر أَمْرها { لِوَقْتِهَآ }: في وقتها، { إِلاَّ هُوَ }: أي: خفاؤها علينا مستمر إلى قيامها، { ثَقُلَتْ }: عظمت وشَقَّت { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: على أهلهما لهولها، { لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً }: فجأة حين اشتغالكم بالعمارة والتجارة، { يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ }: شفيق لهم أو عالم بها { عَنْهَا } متعلق بيسألونك، { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }: أنه مختص به.