الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ}: بين مرَّة {رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ}: الشرك، {وَأَصْلَحَ}: العمل، {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}: عند الفزع الأكبر {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}: على ما فات من دنياهم، {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا}: منكم {وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً}: بقوله عليه ما لا يعلمه {أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ}: مما كتب لهم من العمر والرزق والعمل، {حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا}: ملك الموت وأعوانه {يَتَوَفَّوْنَهُمْ}: أي: أرواحهم، {قَالُوۤاْ}: توبيخاً، {أَيْنَ مَا}: أي: الآلهة التي {كُنتُمْ تَدْعُونَ}: تعبدونها {مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ}: غَابُوا، {عَنَّا}: فلا ننتفع بهم، {وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ}: وقولهم: { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الأنعام: 23]: بعد الحشر، {قَالَ}: الله لهم يوم القيامة، {ٱدْخُلُواْ}: كائنين، {فِيۤ}: زمرة، {أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن}: كُفَّارة، {ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ}: متعلق ادخلوا، {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ}: في النار {لَّعَنَتْ أُخْتَهَا}: في الدين التي ضلت بالافتداء بها، {حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ}: تلاحقوا واجتمعوا {فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ}، دخولاً، هي تأنيث آخر بكسر الخاء {لأُولاَهُمْ}: لأجلها مخاطباً مع الله، {رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا}: سنُّوا لنا الضلال ففتدينا بهم، {فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً}: مضاعفاً، {مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ}: الله، {لِكُلٍّ}: منكما عذابٌ {ضِعْفٌ}: إلى غير النهاية، أو للقادة ضعف التابع للفر والإضلال وعكسه للكفر والتقليد أو لكل ضعف ما يرى للآخر، فإن من العذاب ظاهراً وباطناً، وهما يدركان الظاهر فقط، ويؤيده، {وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ}: ذلك، {وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ}: اللام للتبليغ نحو قلت لك {فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ}: رتَّبُوه على قول الله تعالى، أي: فنحن مُتساوون في العذاب والضلال {فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}: تتمَّة مقالتهم.