التفاسير

< >
عرض

سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ
١
ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ
٢
وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ
٣
وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ
٤
فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ
٦
إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
٧
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
٨
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ
١٠
وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى
١١
ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ
١٢
ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا
١٣
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤
وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ
١٥
بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لما بين كيفيَّة خلقنا أمرنا بتنزيه الخالق شكرا فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * سَبِّحِ } نَزَّه { ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ }: عن الإلحاد كما مر في الأعراف، أو ذاته عن النقائص، ويُسْتحبُّ حينئذٍ قول: سبحان ربي الأعلى { ٱلَّذِي خَلَقَ }: الخلق { فَسَوَّىٰ }: خلقه غير متفاوت كما مر { وَٱلَّذِي قَدَّرَ }: الأشياء على مقتضى حكمته { فَهَدَىٰ }: إلى مصالحها { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ }: العشب للدواب { فَجَعَلَهُ }: بعد خضرته { غُثَآءً }: يابسا { أَحْوَىٰ }: أسود باليا { سَنُقْرِئُكَ }: سنؤهلك للقراءة { فَلاَ تَنسَىٰ }: الموحى إليك مع أنك أمي، فتكون آية أخرى، وبعده ما نسيَهُ صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ }: نسيانه بنسخ تلاوته، أو إلا نادرا كما نسى في الصلاة { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ }: أي: جهرك بالقراءة مع جبريل { وَمَا يَخْفَىٰ }: كخوفك نسيانه { وَنُيَسِّرُكَ }: أي : نعدك { لِلْيُسْرَىٰ }: أي: لأيسر طرق حفظ الوحي { فَذَكِّرْ }: بالقرآن { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ }: فإذا أيست فلا تتعب، والتذكير تكثير الإنذار وتكريره { سَيَذَّكَّرُ }: سيتعظ { مَن يَخْشَىٰ }: فإنه يتفكر فيهما { وَيَتَجَنَّبُهَا }: أي: يبعد عنها { ٱلأَشْقَى }: في علم الله تعالى، وهو الكافر { ٱلَّذِى يَصْلَى }: يدخل { ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ }: أي جهنم، فإن نار الدنيا جزء من سبعين جُزْءاً منها { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا }: فيستريح { وَلاَ يَحْيَا }: حياة تتفعه { قَدْ أَفْلَحَ }: أي: فاز { مَن تَزَكَّىٰ }: تطهر من الشرك والمعاصي، وقيل: أدى زكاة الفطر { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ }: دائما، أو تكبير العيد في طريق المصلى { فَصَلَّىٰ }: الخمس أو العيد، والعيد والفطر شرعا بالمدينة لكن يجوز تقديم النزول على الحكم نحو: وأنت حل { بَلْ تُؤْثِرُونَ }: تختارون { ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }: فتتركون ما ينفعكم في العُقْبى { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ } لأن نعيمها يلذ بالذات { وَأَبْقَىٰ * إِنَّ هَـٰذَا }: يعني السورة، أو من: قَدْ أفلح إلى هنا { لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ }: المنزلة قبل القرآن { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }: أنزل الله تعالى مائةً وأربعة كتب، عَشْرُ صُحفٍ على آدم، وخمسون صحيفة على شِيْثٍ، وثلاثون على إدريس، وعشرة على إبرايهم، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، والله تعالى أعلم.