التفاسير

< >
عرض

وَٱلضُّحَىٰ
١
وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ
٢
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
٣
وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ
٤
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ
٥
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ
٦
وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ
٨
فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ
٩
وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ
١٠
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
١١
-الضحى

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لَمَّا ذكر فضائل الصِّديق اتبعه بفضائل خير الخلق صلى الله عليه وسلم، قيل: قرن بين سورتيهما تنبيها على أن لا واسطة بينهما فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلضُّحَىٰ }: النهار أو أوله { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ }: سكن أهله أو ظلامه، قيل: قدم الضحى في سورة محمد عليه الصلاة والسلام، والليل في سورة أبي بكر؛ لأنه سبقه ظلمة كفر { مَا وَدَّعَكَ }: تركك { رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ }: أبغضك، رد لقولهم حين تأخر الوحي خمسة عشر يوماً: قلاه ربه وودعه { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ }: الدنيا، كما مر { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ }: في الآخرة ما لا يدرك كنهه سواه { فَتَرْضَىٰ }: في الحديث: "ما أرضى وَواحد من أُمَّتي في النار" { أَلَمْ يَجِدْكَ }: يعلمك { يَتِيماً فَآوَىٰ }: فآواك { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ }: غير مهتد إلى ما كتب لك من النبوة وغيرها { فَهَدَىٰ }: فهداك إليه { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً } فقيرا { فَأَغْنَىٰ }: أغناك بما خديجة، ثم أبي بكر ثم الأنصار، ثم بالغنائم وهذا الامتنان لنبيه صلى الله عليه وسلم أي: فلا تقطع رجاءك عني، فلا يرد أنه كيف أتى بشيء ذم مثله من فرعون بقوله لموسى: ألم نُرَبِّك ... إلى آخره { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ }: بل ارحمه كما فعلنا بك، قيل لمشاركته لك في الاسم ومنه حديث: "إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعا له في المجلس" { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ }: فلا تزجر كما هديناك وأغنيناك { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }: فإن من شكرها أن يحدث بها حيث لم يخش رياء، وأخر حقه تعالى عن حقهما لغنائه - واللهُ أعْلمُ.