التفاسير

< >
عرض

وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ
١
وَطُورِ سِينِينَ
٢
وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ
٣
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
٤
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
٥
إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٦
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ
٧
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ
٨
-التين

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لَمَّا ذكر فضائل حبيبه أتبعها بمراتب متابعيه ومخالفيه فقال: {بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ}: المعروفين وقيل: غير ذلك، وإنما خصهما لكثرة فوائدهما {وَطُورِ}: أي جبل تكليم موسى {سِينِينَ}: اسم موضعه أو معناه المبارك {وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ}: الآمن داخلها، أي: مكة {لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ}: جنسه {فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: أي: تعديل سورة كانتصاب قامته، ومعنى كاستجماعه خواص الكائنات {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ}: أي: جنسه {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}: النار، أو أرذل العمر {إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}: أي: مقطوع، وعلى الثاني: أي: لكن الذين آمنوا، فلا نقطع أجورهم إذا بلغوا أرذل العمر ولم يعملوا، كذا في الحديث، وهذا م عنى قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "من قرأ القرآن لم يرد أرذل العمر" ، {فَمَا} أي: أي شيءٍ {يُكَذِّبُكَ}: يا محمد {بَعْدُ} أي: بعد ظهور هذه الدلائل {بِٱلدِّينِ}: أي: بالجزاء {أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ}: عدلاً وصُنعاً، يُسن قول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.