التفاسير

< >
عرض

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ
١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ
٢
لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ
٣
تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
٤
سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ
٥
-القدر

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

لَمَّا أمر بقراءة القرآن، بين كيفية نزوله فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ } أي: القرآن جملة إلى بيت العزة { فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ }: سُمِّيت به لشرفها ولتقدير الأمور فيها، وهي من رمضان لنص: { ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } [البقرة: 185]، ولمن يبهمها في ليالي السنة أن يقول: يمكن نزوله جملة إلى السماء فيها، ونزول نجومه فيه أو بالعكس وقد قيل: بالكل، وثبت بالسنة أنها في أوتار العشر الأخير، وبالأخبار والآثار أنها في الحادي والعشرين، أو الثالث والعشرين، أو السابع والعشرين أرجى، وسيأتي ما يؤيد الأخير { وَمَآ أَدْرَاكَ } أعلمك يا محمدُ! { مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ }: لعظمتها { لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }: ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر، فالطاعة فيها خير من الطاعة فيه إذا خلال منها { تَنَزَّلُ }: تتنزل { ٱلْمَلاَئِكَةُ }: من كل سماء { وَٱلرُّوحُ }: جبريل كما مر في النبأ { فِيهَا بِإِذْنِ }: بأمر { رَبِّهِم مِّن }: أجل { كُلِّ أَمْرٍ }: أو بكل أمر قد في تلك السنة، ويؤمنون على دعاء العباد ويصافحونهم، وعلامتها: اقشعرار وبكاء { سَلاَمٌ هِيَ }: إذا لا يقدر فيعل إلاَّ السلامة، وتقدير البلاء في غيرها أو الملائكة يسلمون عليهم { حَتَّىٰ مَطْلَعِ }: أي: وقت طلوع { ٱلْفَجْرِ }: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن "هي" ابتداء كلام، وإشارة إلى أنها ليلة السابع والعشرين، لأنه السابع والعشرون من كلمات السورة، وقيل: أشار إليه بتكرير ليلة القدر ثلاثاً، فإنه سبع وعشرون حرفا - اللهُ أعْلمُ بالصّواب وإليْه المرْجعُ والمآب.