التفاسير

< >
عرض

لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ
١
إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ
٢
فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ
٣
ٱلَّذِيۤ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ
٤
-قريش

{ لإِيلاف قريش } قيل: هذه اللام تتَّصل بما قبلها، على معنى: أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها. وقيل: معنى اللام التَّأخير، على معنى: فليعبدوا ربَّ هذا البيت { لإِيلاف قريش } أَيْ: ليجعلوا عبادتهم شكراً لهذه النِّعم واعترافاً بها. يقال: ألف الشَّيء وآلفه بمعنىً واحد، والمعنى: لإِلف قريش رحلتيها، وذلك انَّه كانت [لهم ] رحلتان رحلةٌ في الشِّتاء إلى اليمين، و[رحلة] في الصَّيف إلى الشَّام، وبهما كانت تقوم معايشهم وتجاراتهم. وكان لا يتعرَّض لهم في تجارتهم أحدٌ. يقول: هم سكَّان حرم الله وولاة بيته، فمنَّ الله عليهم بذلك، وقال:
{ فليعبدوا ربَّ هذا البيت }. { الذي أَطعمهم من جوع } أَيْ: بعد جوعٍ، وكانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الميتة والجيف، ثمَّ كشف الله ذلك عنهم { وآمنهم من خوف } فلا يخافون في الحرم الغارة، ولا يخافون في رحلتهم.