{ لإِيلاف قريش } قيل: هذه اللام تتَّصل بما قبلها، على معنى: أهلك الله أصحاب
الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها. وقيل: معنى اللام التَّأخير، على معنى:
فليعبدوا ربَّ هذا البيت { لإِيلاف قريش } أَيْ: ليجعلوا عبادتهم شكراً لهذه النِّعم
واعترافاً بها. يقال: ألف الشَّيء وآلفه بمعنىً واحد، والمعنى: لإِلف قريش
رحلتيها، وذلك انَّه كانت [لهم ] رحلتان رحلةٌ في الشِّتاء إلى اليمين، و[رحلة] في
الصَّيف إلى الشَّام، وبهما كانت تقوم معايشهم وتجاراتهم. وكان لا يتعرَّض لهم
في تجارتهم أحدٌ. يقول: هم سكَّان حرم الله وولاة بيته، فمنَّ الله عليهم بذلك،
وقال:
{ فليعبدوا ربَّ هذا البيت }. { الذي أَطعمهم من جوع } أَيْ: بعد جوعٍ، وكانوا
قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الميتة والجيف، ثمَّ كشف الله ذلك عنهم { وآمنهم من
خوف } فلا يخافون في الحرم الغارة، ولا يخافون في رحلتهم.