{ إنَّ في ذلك } يعني: ما ذكر من عذاب الأمم الخالية { لآية } لعبرةً { لمن خاف
عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس } لأنَّ الخلق كلهم يحشرون ويجمعون
لذلك اليوم { وذلك يوم مشهود } يشهده البرُّ والفاجر.
{ وما نؤخره } وما نؤخِّر ذلك اليوم فلا نُقيمه عليكم { إلاَّ لأجلٍ معدود } لوقتٍ
معلومٍ، ولا يعلمه أحدٌ غير الله سبحانه.
{ يوم يأتِ } ذلك اليوم { لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقيٌّ وسعيد } فمن
الأنفس في ذلك اليوم شقيٌّ وسعيدٌ.
{ فأمَّا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق } وهما من أصوات المكروبين
والمحزونين، والزَّفير مثل أوَّل نهيق الحمار، والشَّهيق آخره إذا ردَّده في الجوف.
{ خالدين فيها ما دامت السمٰوات والأرض } أبداً، وهذا من ألفاظ التأبيد { إلاَّ
ما شاء ربك } أن يُخرجهم، ولكنَّه لا يشاء ذلك، والمعنى: لو شاء أن لا يخلِّدهم
لقدر. وقيل: إلاَّ ما شاء ربك. يعني: إلاَّ مقدار مكثهم في الدُّنيا والبرزخ
والوقوف للحساب، ثمَّ يصيرون إلى النَّار أبداً، وقوله:
{ عطاء غير مجذوذ } أَيْ: مقطوعٍ.
{ فلا تك } يا محمَّدُ { في مرية } شكٍّ { ممَّا يعبد هٰؤلاء } أيْ: مِن حال ما يعبدون في أنَّها لا تضرُّ ولا تنفع { ما يعبدون إلاَّ كما يعبد آباؤهم من قبل } أَيْ: كعبادة
آبائهم، يريد: إنَّهم على طريق التَّقليد يعبدون الأوثان كعبادة آبائهم { وإنا
لموفوهم نصيبهم } من العذاب { غير منقوص }.