{ قالوا يا شعيب ما نفقه } [ما نفهم] { كثيراً مما تقول } أَيْ: صحَّته. يعنون:
ما يذكر من التَّوحيد والبعث والنُّشور { وإنا لنراك فينا ضعيفاً } لأنَّه كان أعمى { ولولا رهطك } عشيرتك { لرجمناك } قتلناك { وما أنت علينا بعزيز } بمنيعٍ.
{ قال يا قوم أرهطي أعزُّ عليكم من الله } يريد: أمنع عليكم من الله، كأنَّه يقول:
حفظكم إيَّاي في الله أولى منه في رهطي { واتَّخذتموه وراءكم ظهرياً } ألقيتموه
خلف ظهوركم، وامتنعتم من قتلي مخافة قومي، والله أعزُّ وأكبر من جميع خلقه
{ إنَّ ربي بما تعملون محيط } خبيرٌ بأعمال العباد حتى يجازيهم بها، ثمَّ هدَّدهم
فقال:
{ ويا قوم اعملوا... } الآية. يقول: اعملوا على ما أنتم عليه { إني عاملٌ } على
ما أنا عليه من طاعة الله، وسترون منزلتكم من منزلتي، وهو قوله: { سوف
تعلمون مَنْ يأتيه عذاب يخزيه } يفضحه ويذله { ومَنْ هو كاذب } منَّا { وارتقبوا
إني معكم رقيب } ارتقبوا العذاب من الله سبحانه، إنِّي مرتقب من الله سبحانه
الرَّحمة، وقوله:
{ وأخذت الذين ظلموا الصيحة } صاح بهم جبريل صيحةً فماتوا في أمكنتهم.
{ ألا بعداً لمدين } أَيْ: قد بعدوا من رحمة الله سبحانه.