{ تبت يدا أبي لهب وتب } " لمَّا نزل قوله: { وأنذر عشيرتك الأقربين } صعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفا، ونادى بأعلى صوته يدعو قومه، فاجتمعوا إليه فأنذرهم
النَّار، وقال: إنِّي نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديدٍ، فقال أبو لهب: تبَّاً لك،
ما دعوتنا إلاَّ لهذا" ، فأنزل الله: { تبت يدا أبي لهب } أَيْ: خابت وخسرت
{ وتب } وخسر هو، ولمَّا خوَّفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال: إنَّه إنْ كان ما يقوله ابن
أخي حقاً؛ فإني أفتدي منه بمالي وولدي، فقال الله تعالى:
{ ما أغنى عنه ماله وما كسب } يعني: ولده.
{ سيصلى ناراً ذات لهب }.
{ وامرأته حَمّالةَ الحطب } نقَّالة الحديث الماشية بالنَّميمة، وهي أمُّ جميلٍ أخت
أبي سفيان.
{ في جيدها } في عنقها { حبل من مسد } سلسلةٌ من حديدٍ ذرعها سبعون ذراعاً،
تدخل في فيها وتخرج من دبرها، ويلوى سائرها في عنقها، والمسد: كلُّ
ما أُحكم به الحبل.