{منكرون} أَيْ: غير معروفين.
{قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون} بالعذاب الذي كانوا يشكُّون في نزوله.
{وأتيناك بالحق} بالأمر الثَّابت الذي لا شكَّ فيه من عذاب قومك.
{فأسر بأهلك} مُفسَّرٌ في سورة هود. {واتبع أدبارهم} امش على آثارهم
ببناتك وأهلك لئلا يتخلَّف منهم أحدٌ {ولا يلتفت منكم أحد} لئلا يرى عظيم
ما ينزل بهم من العذاب {وامضوا حيث تؤمرون} حيث يقول لكم جبريل عليه
السَّلام.
{وقضينا إليه} أوحينا إليه وأخبرناه {ذلك الأمر} الذي أخبرته الملائكة إبراهيم
من عذاب قومه وهو {أنَّ دابر هٰؤلاء} أَيْ: أواخر مَنْ تبقَّى منهم {مقطوع}
مُهلَكٌ {مصبحين} داخلين في وقت الصُّبح. يريد: إنَّهم مهلكون هلاك
الاستئصال في ذلك الوقت.
{وجاء أهل المدينة} مدينة قوم لوط، وهي سذوم {يستبشرون} يفرحون طمعاً
منهم في ركوب المعاصي والفاحشة حيث أُخبروا أنَّ في بيت لوطٍ مُرداً حساناً،
فقال لهم لوط:
{إن هٰؤلاء ضيفي فلا تفضحون} عندهم بقصدكم إيَّاهم، فيعلموا أنَّه ليس لي
عندكم قدرٌ.
{واتقوا الله ولا تخزون} مذكورٌ في سورة هود.
{قالوا أَوَلَمْ ننهك عن العالمين} عن ضيافتهم؛ لأنَّا نريد منهم الفاحشة، وكانوا
يقصدون بفعلهم الغرباء.
{قال هٰؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين} هذا الشَّأن. يعني: اللَّذة وقضاء الوطر.
يقول: عليكم بتزوجهنَّ، أراد أن يقي أضيافه ببناته.
{لعمرك} بحياتك يا محمد {إنهم} إنَّ قومك {لفي سكرتهم يعمهون} في
ضلالتهم يتمادون. وقيل: يعني: قوم لوط.
{فأخذتهم الصيحة} صاح بهم جبريل عليه السَّلام صيحةً أهلكتهم {مشرقين}
داخلين في وقت شروق الشَّمس، وذلك أنَّ تمام الهلاك كان مع الإِشراق.