{ من كان يريد العاجلة } بعمله وطاعته وإسلامه الدُّنيا { عجلنا له فيها ما نشاء }
القدر الذي نشاء { لمن نريد } أن نعجِّل له شيئاً، ثمَّ يدخل النَّار في الآخرة
{ مذموماً } ملوماً { مدحوراً } مطروداً لأنَّه لم يرد الله سبحانه بعمله.
{ ومن أراد الآخرة } الجنَّة { وسعى لها سعيها } عمل بفرائض الله { وهو مؤمن }
لأنَّ الله سبحانه لا يقبل حسنةً إلاَّ من مؤمنٍِ { فأولئك كان سعيهم مشكوراً }
تُضاعف لهم الحسنات.
{ كلاً } من الفريقين { نمدُّ } نزيد، ثمَّ ذكرهما فقال: { هؤلاء وهؤلاء من عطاء
ربك } يعني: الدُّنيا، وهي مقسومةٌ بين البرِّ والفاجر { وما كان عطاء ربك
محظوراً } ممنوعاً في الدُّنيا من المؤمنين والكافرين، ثمَّ يختصُّ المؤمنين في
الآخرة.
{ وانظر كيف فضلنا بعضهم على بعض } في الرِّزق، فمن مُقلٍّ ومُكثرٍ { وللآخرة
أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } من الدُّنيا؛ لأنَّ درجات الجنَّة يقتسمونها على قدر
أعمالهم.
{ لا تجعل } أَيُّها الإِنسان المخاطب { مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً } ملوماً
{ مخذولاً } لا ناصر لك.