التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً
٣٧
كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً
٣٨
ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً
٣٩
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً
٤٠
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً
٤١
قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً
٤٢
-الإسراء

{ ولا تمش في الأرض مرحاً } أَيْ: بالكبر والفخر { إنَّك لن تخرق الأرض } لن تثقبها حتى تبلغ آخرها، ولا تطاول الجبال، والمعنى: إنَّ قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، فيكون ذلك وصلةً إلى الاختيال، يريد: إنَّه ليس ينبغي للعاجز أن يبذخ ويستكبر.
{ كلُّ ذلك } إشارةٌ إلى جميع ما تقدَّم ذكره ممَّا أمر به ونهى عنه { كان سَيِّئُهُ } وهو ما حرَّم الله سبحانه ونهى عنه.
{ ذلك } يعني: ما تقدَّم ذكره { ممَّا أوحى إليك ربك من الحكمة } من القرآن ومواعظه وباقي الآية مفسَّر في هذه السُّورة. ثمَّ نزل فيمن قال من المشركين: الملائكة بنات الله:
{ أفأصفاكم ربكم بالبنين } أَيْ: آثركم وأخلص لكم البنين دونه، وجعل لنفسه البنات { إنكم لتقولون قولاً عظيماً }.
{ ولقد صرَّفنا } بيَّنَّا { في هذا القرآن من كلِّ مثل } يوجب الاعتبار به، والتَّفكُّر فيه { ليذكروا } ليتَّعظوا ويتدبَّروا { وما يزيدهم } ذلك البيان والتَّصريف { إلاَّ نفوراً } من الحقِّ، وذلك أنَّهم اعتقدوا أنَّها شُبَهٌ وحيلٌ، فنفروا منها أشدَّ النُّفور.
{ قل } للمشركين: { لو كان معه } مع الله { آلهة كما يقولون إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العرش سبيلاً } إذاً لابتغت الآلهة أن تزيل ملك صاحب العرش.