ثمَّ ذكر أولياءَه فقال: { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } يتضرَّعون إلى الله تعالى في
طلب الجنَّة { أيُّهم } هو { أقرب } إلى رحمة الله سبحانه يبتغي الوسيلة إليه بصالح
الأعمال.
{ وإن من قرية... } الآية. أَيْ: وما من أهل قريةٍ إلاَّ ستهلك؛ إمَّا بموت؛ وإمَّا
بعذاب يستأصلهم، أمَّا الصَّالحة فبالموت، وأمَّا الطَّالحة فبالعذاب. { كان ذلك
في الكتاب مسطوراً } مكتوباً في اللَّوح المحفوظ.
{ وما منعنا أن نرسل بالآيات } لمَّا سأل المشركون النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يُوسِّع لهم مكَّة،
ويجعل الصَّفا ذهباً أتاه جبريل عليه السَّلام فقال: إن شئت كان ما سألوا، ولكنَّهم
إن لم يؤمنوا لم يُنظروا، وإن شئت اتسأنيت بهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية،
ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء، كما كذَّب الذين من قبلهم
فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة { وآتينا ثمود الناقة مبصرة } آيةً مُضيئةً بيِّنةً { فظلموا
بها } جحدوا أنَّها من الله سبحانه { وما نرسل بالآيات } أَي: العبر والدِّلالات { إلاَّ
تخويفاً } للعباد لعلَّهم يخافون القادرعلى ما يشاء.