{ ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً } أحقُّ بدخول النَّار.
{ وإنْ منكم } وما منكم من أحدٍ { إلاَّ واردُها } إلاَّ وهو يرد النَّار { كان على
ربك } كان الورود على ربِّك { حتماً مقضياً } حتم بذلك وقضى.
{ ثمَّ نُنَجِّي } من النَّار { الذين اتقوا } الشِّرك { ونذر الظالمين } المشركين { فيها
جثياً } [أَيْ]: جميعاً.
{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بَيِّناتٍ } يعني: القرآن وما بيَّن الله فيه { قال الذين كفروا }
يعني: مشركي قريش { للذين آمنوا أَيُّ الفريقين } منَّا ومنكم { خيرٌ مقاماً } منزلاً
ومسكناً { وأحسن ندياً } مجلساً، وذلك أنَّهم كانوا أصحاب مالٍ وزينةٍ من الدُّنيا،
وكان المؤمنون أصحاب فقرٍ ورَثَاثة، فقالوا لهم: نحن أعظم شأناً، وأعزُّ مجلساً،
وأكرم منزلاً أم أنتم؟ فقال الله تعالى:
{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً } متاعاً { ورئياً } منظراً من هؤلاء
الكفَّار، فلم يُغن ذلك عنهم شيئاً.
{ قل مَنْ كان في الضلالة } الشِّرك والجهالة { فليمدد له الرحمن مدَّاً } فإنَّ الله
تعالى يمدُّ له فيها ويمهله في كفره، وهذا لفظ أمرٍ معناه الخبر { حتى إذا رأوا
ما يوعدون إمَّا العذاب } في الدُّنيا { وإما الساعة فسيعلمون مَنْ هو شرٌّ مكاناً
وأضعف جنداً } أَهم أم المؤمنون؟ وذلك أنَّهم إن قُتلوا ونُصر المؤمنون عليهم
علموا أنَّهم أضعف جنداً، وإن ماتوا فدخلوا النَّار علموا أنَّهم شرٌّ مكاناً.