{كلا} ليس الأمر على ما ظنُّوا {سيكفرون بعبادتهم} لأنَّهم كانوا جماداً
لم يعرفوا أنَّهم يُعبدون {ويكونون عليهم ضداً} أعواناً، وذلك أنَّ الله تعالى يحشر
آلهتهم فينطقهم، ويركِّب فيهم العقول فتقول: يا ربِّ عذّب هؤلاء الذين عبدونا
من دونك.
{الم تر} يا محمَّد {إنَّا أرسلنا الشياطين على الكافرين} سلَّطناهم عليهم بالإِغواء {تؤزهم أزَّاً} تُزعجهم من الطَّاعة إلى المعصية.
{فلا تعجل عليهم} بالعذاب {إنما نعدُّ لهم} الأيَّام واللَّيالي والأنفاس {عدَّاً} إلى انتهاء أجل العذاب.
{يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً} ركباناً مُكرمين.
{ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً} عطاشاً.
{لا يملكون الشفاعة إلاَّ من اتَّخذ} لكم {عند الرحمن عهداً} اعتقد التَّوحيد
وقال: لا إله إلاَّ الله؛ فإنه يملك الشَّفاعة، والمعنى: لا يشفع إلاَّ مَنْ شهد أن
لا إله إلاَّ الله.
{وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} يعني: اليهود والنَّصارى، ومَنْ زعم أنَّ الملائكة
بنات الله.
{لقد جئتم شيئاً إدَّاً} عظيماً فظيعاً.