{ وظللنا عليكم الغمام } سترناكم عن الشَّمس في التِّيه بالسَّحاب الرَّقيق { وأنزلنا
عليكم المنَّ } الطُّرَنْجبين كان يقع على أشجارهم بالأسحار { والسَّلوى } وهي طير
أمثال السُّمانى، وقلنا لهم: { كلوا من طيبات } من حلالات { ما رزقناكم وما
ظلمونا } بإبائهم على موسى عليه السَّلام دخول قرية الجبَّارين، ولكنَّهم ظلموا
أنفسهم حين تركوا أمرنا فحبسناهم في التِّيه، فلمَّا انقضت مدَّة حبسهم وخرجوا
من التِّيه قال الله تعالى لهم:
{ ادخلوا هذه القرية } وهي أريحا { وادخلوا الباب } يعني: باباً من أبوابها
{ سجداً } منحنين متواضعين { وقولوا حطة } وذلك أنَّهم أصابوا خطيئةً بإبائهم
على موسى عليه السَّلام دخول القرية، فأراد الله تعالى أَنْ يغفرها لهم فقال لهم:
قولوا حطَّةٌ، أَيْ: مسألتنا حطَّةٌ، وهو أن تحط عنا ذنوبنا، { وسنزيد المحسنين }
الذين لم يكونوا من أهل تلك الخطيئة إحساناً وثواباً.