{قال كذلك أتتك آياتنا} يقول: كما أتتك آياتي {فنسيتها} فتركتها ولم تؤمن بها
{وكذلك اليوم تنسى} تُترك في جهنَّم.
{وكذلك} وكما نجزي مَنْ أعرض عن القرآن {نجزي مَنْ أسرف} أشرك.
{ولعذاب الآخرة أشدُّ} ممَّا يُعذِّبهم به في الدُّنيا والقبر {وأبقى} وأدوم.
{أفلم يهد لهم} أفلم يتبيَّن لهم بياناً يهتدون به {كم أهلكنا قبلهم من القرون
يمشون} هؤلاء إذا سافروا في مساكن أولئك الذين أهلكناهم بتكذيب الأنبياء {إنَّ
في ذلك لآيات} لعبراً {لأولي النهى} لذوي العقول.
{ولولا كلمة سبقت من ربك} في تأخير العذاب عنهم {لكان لزاماً} لكان
العذاب لازماً لهم في الدُّنيا {وأجل مسمى} وهو القيامة. وقوله:
{وسبح بحمد ربك} صلِّ لربِّك {قبل طلوع الشمس} صلاة الفجر {وقبل
غروبها} صلاة العصر {ومن آناء الليل فسبح} فصلِّ المغرب والعشاء الآخرة
{وأطراف النهار} صلِّ صلاة الظُّهر في طرف النِّصف الثاني، وسمَّى الواحد باسم
الجمع {لعلك ترضى} لكي ترضى من الثَّواب في المعاد.
{ولا تمدنَّ عينيك} مُفسَّر في سورة الحجر. وقوله: {زهرة الحياة الدنيا}
أَي: زينتها وبهجتها {لنفتنهم فيه} لتجعل ذلك فتنةً لهم {ورزق ربك} لك في
المعاد {خير وأبقى} أكثر وأدوم.