{ إذ يحكمان في الحرث } قيل: كان ذلك زرعاً. وقيل: كان كرماً { إذ نفشت }
رعت ليلاً { فيه غنم القوم } [بلا راعٍ] { وكنا لحكمهم شاهدين } لم يغبْ عن
علمنا.
{ ففهمناها سليمان } ففهمنا القضيَّة سليمان دون داود عليهما السَّلام، وذلك أنَّ
داود حكم لأهل الحرث برقاب الغنم، وحكم سليمان بمنافعها إلى أن يعود
الحرث كما كان. { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن } يجاوبنه بالتَّسبيح { و }
كذلك { الطير وكنا فاعلين } ذلك.
{ وعلمناه صنعة لبوس لكم } عمل ما يلبسونه من الدُّروع { لتحصنكم } لتحرزكم
{ من بأسكم } من حربكم { فهل أنتم شاكرون } نعمتنا عليكم؟.
{ ولسليمان الريح } وسخَّرنا له الرِّيح { عاصفة } شديدة الهبوب { تجري بأمره إلى
الأرض التي باركنا فيها } يعني: الشَّام، وكان منزل سليمان عليه السَّلام بها.
{ ومن الشياطين } وسخَّرنا له من الشَّياطين { من يغوصون له } يدخلون تحت الماء
لاستخراج جواهر البحر { ويعملون عملاً دون ذلك } سوى الغوص { وكنا لهم
حافظين } من أن يُفسدوا ما عملوا، وليصيروا تحت أمره.